قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ألَا لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم رَهْبةُ النَّاسِ أنْ يقولَ بحَقٍّ إذا رَآهُ أو شَهِدَه؛ فإنَّه لا يُقرِّبُ من أجَلٍ، ولا يُباعِدُ من رِزْقٍ؛ أنْ يقولَ بحَقٍّ أو يُذكِّرَ بعَظيمٍ. أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
سيّدي..
.. وانت وحدك - يا سيدي - ملكتَ القلوب والنفوس..لم تفتحها عنوة ولم تملكها قسوة، ولكنك رحمتَ وتواضعتَ وضحكتَ وابتسمت، واعطيتَ ومنحتَ ووهبت.. فأقبلتْ إليك منقادة تغنج وتتدلل، فملكتَ منها وتملكت، وحكمتها وفيها تحكمت..
وانت - وحدك يا سيِّدي - هزمتَ الكِبر وكبتتَ التعالي ونصرتَ التواضع ونشرت الأخلاق.. فدخلتَ من كل باب، وتربعت في كل مكان،
وانت - وحدك يا سيِّدي - طوعتَ المناصب وسحقتَ الرُتَب فمَلَكتها ولم تملكك، وحكمتها ولم تحكمك.. فكنتَ الكبير، الشهم الكريم، وكنت الجليل، العظيم النبيل.
وانت - وحدك يا سيّدي - كنت أجمل طيف يترقبه المسكين، واعظم غائب ينتظره البائس الحزين..
حيثما نزلتَ عُرِف منزلك، وأنى حللت عرف محلك، فقصدَك الصغير والكبير، الجليل والحقير، السيد والخفير،
ثم الجميع يعود وهو ضاحك مستشبر، قد نال المنى وحاز فوق ما كان يتمنى..
وماذا بعدُ يا سيدي؟
سنضحك الآن، ولكن من غير سعادة،
وسنلهو، ولكن من غير سرور،
وسنأكل، ولكن من غير ملح،
وسنشرب: كدرا، عكرا، آسنا.
تأكدْ أننا:
سنتذكرك حين تسوّد العتمة ويَظلم ليلها، فقد كنتَ النور الساطع الذي يشع متلألئا، هاديا إيانا السبيل السليم،
سنفتقدك حين يدلهم الخطب، فقد كنتَ الدرع التي تحمينا.
سنذكرك حين يشتد المطر، فقد كنتَ المظلة التي تقينا،
سيِّدي، من باب العجب:
ثلاثة جراء فقط تنبحك الآن، وخمسة ملايين شريف أتتك تشيد بك،
وما الفرق بين الجراء والأشراف سوى الفرق بين ثلاثة من الجراء وخمسة ملايين من الأشراف!
ثم،
يا سيِّدي يا جنرال القلوب،
كم من مظلوم الآن سوف يطول غمه؟
وكم من ظالم سوف يعود لظلمه؟
أما كانت رحمتك - كاملة - من دون ضعف؟ وكانت قوتك - شاملة - من دون عنف؟
فأمِنَ الضعيف المسكين وخاف العتو البطين..
ولكن،
لك عودة مهداوية - إن شاء الله - ينتظرها كل من ذاق عطفك وعطاءك، واستمرأ حنانك وإكرامك..
فلا طالت تلك الغيبة ولا بَعُد العهد، ولا خاب لمحبيك فيك الأمل.
حفظك الله - يا سيِّدي - ورعاك بقدر تبسمك في وجوه الضعفاء وضربك على أيدي الأقوياء، وبقدر حنانك وعطفك وتواضعك وأخلاقك وتدينك.
عن الفريق مسقارو ولد سيدي اتحدث.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.
سيد احمد ولد التباخ/ إعلامي