اهتمت صحف عربية بالهدنة المقرر أن تكون قد بدأت في اليمن مساء الأحد العاشر من أبريل/ نيسان على أمل إنهاء القتال الدائر في البلاد لأكثر من عام.
وعبّر بعض الكُتّاب عن تفاؤل حذر تجاه الهدنة، فيما عبّر آخرون عن أملهم في أن تنتهي المحادثات بين الأطراف اليمنية في الكويت هذا الشهر إلى حلّ سياسي يضع حدا للصراع.
وكانت الأمم المتحدة قد سعت لإقرار وقف إطلاق النار تمهيدا لمباحثات سلام من المقرر أن تجرى يوم 18 أبريل/نيسان الجاري في الكويت بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بقيادة عبد ربه منصور هادي والحوثيين الذين يعتقد أنهم يلقون دعم إيران.
"فصل جديد"
في صحيفة الخليج الإماراتية، يقول صادق ناشر إن بدء الهدنة ربما يُشكّل "كتابة فصل جديد في تاريخ اليمن واليمنيين إذا ما صدقت نوايا الجميع وتم تطبيق وقف إطلاق النار في مختلف جبهات القتال المشتعلة".
ويقول الكاتب إن الهدنة قد تكون أيضا "فرصة أمام اليمنيين للعودة إلى الصواب وفتح صفحة جديدة فيما بينهم".
ويُعبّر الكاتب عن تفاؤل حذر بشأن الهدنة، قائلاً: "التفاؤل يبدو قائماً، وإن كان حذراً." وفي نفس السياق، يقول مازن حماد في صحيفة الوطن القطرية إن الهدنة قد تكون "أكثر محاولات التهدئة جدية منذ بدء عاصفة الحزم".
ويضيف: "مع أنه من الصعب على ضوء مساع سابقة التعلق بحبال الأمل هذه المرة، فثمة متغيرات ومؤشرات قابلة للبناء عليها، ولكن دون الإفراط في التفاؤل."
وعلى العكس، يستبعد مصطفى أحمد النعمان في صحيفة الوسط اليمنية أن تكون الهدنة هي "نهاية الأحزان التي كست المشهد اليمني والإقليمي"، مضيفاً أنها ستكون "امتحانا لرغبة وقدرة قادة الحرب الداخلية في إشاعة الأمل لدى المواطنين الذين اكتووا بمشاهد الدماء والدمار خلال ما يزيد على عام كامل".
وفي صحيفة عدن الغد اليمنية، يعبّر فؤاد عبد الغفار عن أسفه في أن الهدنة لن تسطيع إعادة إحياء "آلاف الضحايا" الذين قضوا في اليمن منذ اشتعال الأزمة هناك.
يقول الكاتب: "في العاشر من أبريل الجاري قد يستطيعون إخفاء نيران الحرب تحت كوم من الرماد.. وفي الثامن عشر منه قد يخفون أنيابهم ليستطيعوا الابتسام بهدوء أمام الكاميرات وعلى القنوات.. لكنهم لن يستطيعوا إعادة آلاف الضحايا الأبرياء، من فقدوا حياتهم و ممتلكاتهم ومدنهم وأعمالهم."
انتقاد للسعودية
في صحيفة الثورة اليمنية، ينتقد محمد خالد عنتر ما وصفه بـ "العدوان السعودي" على اليمن، قائلاً إن السعودية هي من فاوضت لأجل التهدئة.
يقول الكاتب: "بعد عام وبضع أيام من العدوان الغاشم والإصرار على عدم الجنح للسلم، والاستمرار بالقصف والقتل والحرق حتى تستسلم الجماعات المسلحة، ها هي السعودية تفاوض.. وتشدد على تهدئة جبهة الحدود التي لم تكن تتوقع ولم نتوقع نحن أنها ستكون بتلك القوة."
وفي صحيفة الجمهورية اليمنية، يتساءل عبدالسلام الحربي: "من المستفيد من كل هذا العدوان والقتل والدمار والظروف الإنسانية الصعبة؟"
ويضيف الكاتب: "هل يدرك الجميع أن كل ذلك لن يفيد أحد باستثناء أصحاب المصالح والعمالة.. وأن المتضرر الوحيد هم أبناء شعبنا البسطاء الذين يتحملون كل هذه الأحداث وقصف العدوان ودماره على بلادنا وأبناء شعبنا."
محادثات الكويت
وعن محادثات السلام المرتقبة في الكويت، يقول عبدالله محمد القاق في صحيفة الدستور الأردنية: "الأمل كبير في أن تنتهي المحادثات بين الأطراف اليمنية في الكويت هذا الشهر إلى حلّ سياسي ليس فقط يضع حدا للحروب العسكرية التي عاشتها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح خلال ثورة 2011، بل يستكمل أيضا ما لم تنجزه المبادرة الخليجية نتيجة هذه الحروب، من خلال وضع البلاد على السكة الطبيعية في انتاج السلطة وتداولها."
وفي صحيفة الوطن الكويتية، يشكر بدر عبدالله المديرس للكويت مساعيها في احتواء الأزمة في اليمن من خلال استضافتها لمباحثات السلام خلال الشهر الجاري.
ويقول الكاتب إن رعاية الكويت لمحادثات السلام اليمنية تهدف إلى "رسم الابتسامة في وجوه الشعب اليمني الشقيق رجالا ونساء وشيوخا من كبار السن وأطفالا"، مضيفاً أن هذا "سوف يسجل في سجل الكويت الناصع البياض كمركز للعمل الإنساني وحمامة للسلام".