أحد رموز ثورة تونس يرى أحلام الحرية والكرامة تتلاشى ولا يبالي بالانتخابات | 28 نوفمبر

 

فيديو

أحد رموز ثورة تونس يرى أحلام الحرية والكرامة تتلاشى ولا يبالي بالانتخابات

اثنين, 19/12/2022 - 14:18

نال وديع الجلاصي شهرة واسعة عندما أطلق طائرا من قفصه ضمن مظاهرة حاشدة خلال ثورة 2011 في تونس، في إشارة إلى تحرر تونس من نظام ديكتاتوري.. لكنه اليوم يرى الأمل يتلاشى ويقول إنه أصبح لا يتنفس حرية ولا يرى ديمقراطية ولن يصوت في هذه الانتخابات البرلمانية.

قصة الجلاصي، من الانتفاضة ضد الاستبداد إلى مقاطعة انتخابات برلمان بصلاحيات ضعيفة تعقد في ذكرى اندلاع شرارة الثورة التونسية، تُظهر أحلاما مبددة لجيل ناضل من أجل الديمقراطية لكنه يرى أن ثمارها تضيع أمام عينيه.

يقول الجلاصي لرويترز في مقهى بمنطقة النحلي الشعبية "أشعر بالاختناق أكثر في بلدي. لا يوجد مستقبل واضح لي أو لعائلتي وأصدقائي من الحي. لا أشعر بالحرية ولا أستطيع الكتابة بحرية على وسائل التواصل الاجتماعي. إنه أمر مقلق للغاية".

وبدأت الثورة التونسية عندما أضرم بائع الخضروات محمد البوعزيزي النار في نفسه في 17 ديسمبر كانون الأول 2010 بعد أن صفعته شرطية، مفجرا احتجاجات حاشدة في أرجاء البلاد.

وعندما غص شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس بالحشود في يناير كانون الثاني وفر الرئيس السابق زين العابدين بن علي من البلاد، ‭‭‭‭‬‬‬‬‬كان الجلاصي يحمل قفصا عاليا مربوطا به العلم التونسي ويفتح الباب لإطلاق الطائر.

أصبحت صورة الشاب العاطل عن العمل والذي كان يبلغ من العمر 21 عاما وقت الثورة، أيقونية في تونس، ورمزا لآمال الحرية التي سرعان ما انتشرت عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط فيما أصبح يعرف بانتفاضات "الربيع العربي".

ومع قمع الثورات الأخرى أو تحولها إلى حروب أهلية طاحنة، كانت الديمقراطية في تونس منارة وحيدة للنجاح رغم بعض الهنات.

لكن على الرغم من أن الانتخابات كانت نزيهة وحرية التعبير متاحة بشكل لا مثيل له في المنطقة، إلا أن تونس كانت تتأرجح من أزمة إلى أخرى ولم يتوقف شجار السياسيين وبدا الاقتصاد على شفا الانهيار.

كان الجلاصي يجلس مع أبناء حيه في مقهى بمنطقة النحلي، وهي منطقة جبلية يصل إليها طريق غير معبَّد ومكتظ بمبان فوضوية متلاصقة وأخرى متداعية، وتحدث عن سنوات من غياب التنمية العامة وتشاحن سياسي أفقد الناس الثقة في السياسيين.