(رويترز) - بدأ الناخبون في إسرائيل الإدلاء بأصواتهم للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات يوم الثلاثاء، في انتخابات يحاول من خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو العودة للسلطة عبر سباق من المرجح أن يسفر عن صعود حزب يميني متطرف ليصبح صاحب الكلمة العليا في تشكيل الحكومة المقبلة في إسرائيل.
وبعد سنوات من الجمود السياسي، قد يؤثر سخط الناخبين إزاء ذلك على نسبة المشاركة في التصويت، لكن التأييد المتنامي لتكتل (الصهيونية الدينية) القومي المتشدد وزعيمه المشارك إيتمار بن غفير أضفى حماسا على السباق.
ويحاكم نتنياهو، وهو صاحب أطول فترة رئاسة وزراء في إسرائيل، بتهم فساد ينفيها. ولا تزال التوقعات تشير إلى أن حزبه اليميني (ليكود) سيخرج من الانتخابات بأكبر عدد مقاعد في البرلمان منفردا.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت الأسبوع الماضي أنه لن يتمكن من الحصول على 61 مقعدا المطلوبة لضمان الأغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، بما يفتح الباب لمفاوضات ونقاشات قد تستمر أسابيع لتشكيل ائتلاف حاكم وربما تقود لانتخابات جديدة.
تقول هاجيت كوهين، البالغة من العمر 46 عاما وهي من تل أبيب وتعمل في القطاع الاجتماعي، "هناك شعور باليأس إزاء كل هذه الجولات من الانتخابات". وأوضحت أنها ستصوت لرئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد وليس لأحزاب يسار الوسط التي كانت تدعمها عادة.
وتصدر ملفا الأمن وارتفاع الأسعار قائمة مخاوف الناخبين في حملة انتخابية بدأت بعدما تسببت الانشقاقات في انهيار ائتلاف لابيد غير التقليدي الذي تشكل بعد الانتخابات الأخيرة وضم أحزابا من اليمين والوسط، وحزبا عربيا للمرة الأولى.
كما جرت الحملة، التي انطلقت بعد أسابيع من جولة قتال قصيرة مع مسلحي حركة الجهاد الإسلامي بغزة في أغسطس آب، وسط عنف مستمر منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة يتضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.
إلا أن الصراع لم يكن له تأثير مباشر يُذكر على الحملة، التي طغت عليها الشخصية المؤثرة لنتنياهو، الذي فاقمت معاركه القانونية حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ أن وُجهت له اتهامات بالرشوة والتزوير وخيانة الأمانة في 2019.