تراجعت المطايا الذلل العابرة لمسالك الهضاب الوعرة، ولواحب الأودية والسهول، التي كان اسلافنا يستخدمونها. في رحلة الشمال والجنوب واختفت بذلك قوافل الميرة لننشأ على انقاضها دولة شعب أريد له أن يظل منسيا .
في عتمة تحول عميق ظهرت تباشير الحداثة مخبرة بأن احقابا من الذل والخسف والتخلف قد دالت ، فعمت الافراح، افراح عكرها في سينيها الأولى أحداث مؤلمة رافقت جل المراحل حتى أصبحت كأنها قدرنا، كان فاتحتها عام 62 ، ثم تاليه عام 66 الذي هز الكيان وحفر جرحا غائرا في الوجدان يابى الاندمال، ثم جاءت مأساة عام 69 ليتوج مسار أملنا الحالم بكارثة 75 الممهدة لوجه الصفحة الأخر عام 78 حيث بدأت لعبة الموت العبثية ، والتي كانت حلقتها الأخطر أحداث ما بعد 84 حيث مادت سفن الاستقرار،.
في قمة نلك الاحداث أعيدت الأوراق لنبدأ الكتابة من اليمين الى اليسار بعد أن كانت من اليسار الى اليمين، فانهمرت دموع أفراح ودموع أحزان وحفرت حفر عميقة هزت مفاهيم دولة المواطنة التي يريدها الجل.
ضبط ايقاع بقاء الدولة رغم الاحزان، ووضعت ممهدات لتخفيف الاحتقان والتوتر الذي ساد.
وانتشر.
انجازات تحققت واخفاقات حدثت، معهم ظل الايقاع المهزوز مضبوطا رغم ما شهد العقد الأول والثاني من قرن العجائب من خلط كل شيء معقول بأخر غير معقول ولا مقبول ولا معهود في هذه البلاد.
وفجأة وبدون مقدمات انبلج نور في النفق المظلم رغم كوابح مسيرة التنمية الواعدة (أزمة كورونا) ثم جاء اليوم الاغر ،ففي أقل من شهر تداعى كل من يهمه الأمر ، إلى مكان رحب مرحب به، ليفرغ شحن غضبه وليذكر مواطن غبنه، ويفصح عن مظالمه واسباب تظلمه، فاستجيب للجميع، وسُقط في أيدي صيادي المياه العكرة ، محبي مظاهر الاحتقان والتوتر والتجيش، فارتسمت الابتسامات على شفاه الصادقين المخلصين لهذه البلاد وتأكد الجميع أن رئيس الجمهورية صادق في وعوده مصغٍ لمحدثيه. فأمسك الكل قلمه راضيا مطمئنا بأنه صانع النصر فتم توقيع الاتفاق، في زمن وجيز لا احد كان يصدق انه سيتم.
وحده رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هو صاحب الافضال و راسم عهد لاغبن فيه و لا تهميش ولا اقصاء، فعم الفرح ارجاء البلاد لتنطلق المسيرة بخطى واثقة ونفوس مطمئنة بان لا ظلم فقد ولى عهد الغبن الانتخابي.