يكاد الإجماع ينعقد وطنيا على مباركة جو السكينة السياسية الذي أرساه النظام الحالي منذ أواخر سنة 2019
والذي تجلى في تطبيع الحياة السياسية وأخلقة آليات التعاطي في تدبير الشأن العام وانتهاج سياسة هادئة تستدعي المشترك وتعززه وتستحضر المفاهيم والقيم الأصيلة في المجتمع ، مع انفتاح سياسي معقلن ورشيد أفضى إلى اتفاق واسع في الطيف السياسي وأريحية عامة لدى النخب الوطنية واهتمام نوعي بالشأن السياسي ، وتعزز هذا السياق وتوج في أصعب مناحيه ، بل أكثرها حساسية ولغطا ، بالاتفاق مؤخرا على وثيقة التحضير التشاركي للاستحقاقات المزمعة ، وهو مكسب نوعي ظل مستعصيا بل حلما مستحيلا لعهود خلت أبان حنكة وحكمة معالي وزير الداخلية وطاقمه الإداري ؛ هذا التوفيق في إدارة الشأن العام الذي يحمد لله تعالى ويحسب للنظام القائم وفي مستويات لاحقة للطبقة السياسية الوطنية مشكورة علينا جميعا كل من موقعه ، التمكين لهذا المناخ الهادئ وذاك التدبير التشاركي الرشيد في مختلف مستويات الانتخابات القابلة بالولايات والمقاطعات والبلديات ، من هنا تتنزل هذه الدعوة للنخب السياسية وممتهني التعاطي السياسي الوطني لتمثل هذا المناخ الوطني السائد ومراعاة هذه السكينة الغالبة والمفاهيم القيمية الحاضرة والحرص على سيادة أجواء الود والوفاء وصون الأعراض وسيادة الفضائل ، وأن يراعوا في هذا الشعب الله والقرابة والعهد ، فالطموح مشروع والتنافس السياسي متاح والسعي لاستصدار المشهد السياسي المحلي والوطني مستساغ ، لكن علينا جميعا أن يكون السعي بسكينة ورفق لا بعنف وتشنج وأن يكون بقبول الآخر لا بالإقصاء والإلغاء ، بعيدا عن التوتير والتجييش وعن التنابز والتنافر ، مع اعتدال في الخطاب والأدبيات بعيدا عن أساليب الإثارة والخدش وعن كل منكر من القول والفعل ، بهذا وحده تكون الطبقة السياسة قد عززت هذا المناخ الهادئ وأسست لمجتمع متماسك أصيل ، ووفقت
في إدارة اختلافاتها ورشدت إمكانات وطاقات هائلة الأولى أن تنفق في خدمة الوطن والمواطن .
والله ولي التوفيق
يبه ولد شيخنا