حروبُ العُلماء اليوم أشبه بحروب السّحرة..! | 28 نوفمبر

 

فيديو

حروبُ العُلماء اليوم أشبه بحروب السّحرة..!

ثلاثاء, 29/03/2016 - 09:53
عباس ابرهام

كما هو معروفٌ في الموعظة اليسوعيّة فإن إبليس قال للمسيح أنّه يبيعُ الحسَد للعُلماء. وبين العُلماء اليوم من التّحاسُد والتّدابر ما تخجل منه القرون الماضيّة. دُقّ بينهم عطر منشم؛ ونُثِرَ بينهم البهار. فطاروا في لحى بعضِهم. وحروبُ العُلماء اليوم أشبه بحروب السّحرة. يطيرون على المكانس الخشبية. يتراشقون بالطلاسم والأحجيات والكلمات السّحرية، ويشمتُ بعضُهم بعضاً، بالوكالة، ويلمزُ فيه، بالنيابة، وفي جدّه.

وقد نُظِّمَ هنا قانون حرب. فجزءٌ من عُدّة "العالِم" هو تهذيبه. "ولكنّه ضحِكٌ كالبكا". فهو- أوّاه- يَحرِصُ على تهدئة "العوام"، بل وعلى الدُّعاء بالغفران لشاتميه. والباقي سياسة. هنالك عملٌ، بالسياسة وبالغيلة، في الكواليس لإطفاء النّار. وفي الأثناء يُطلِقُ جمهورُه أنيابَهم وطماطِمَهم وبصاقَهم (ولا تنسَـ/يْ زُعاقَهم) على أعدائه. وأوّل ما يعرِفه "العالم"، الذي أضحى سياسياً، أنّه قد "ذلّ من لا سفيه له". لذا يسكُتُ، بالبعدي، على هوليغانزِه.

ويومَ يَظهرَ "عالِمٌ" في نشاطٍ مؤتمري أو احتفاء جمهوري فذلك يومُ الطّامة على جمهورِ العالم المُعادي. فيلهج الجمهور بسبِّ العالِم البارِز والإنكار عليه وتخوينه. والعكس صحيح. للعالِم الآخر كرّة؛ ولقومِه نهشة. وهم في تناوُشٍ وتهارُشٍ إلى يوم الدِّين.

ثمّ بدأ سباقُ التسّلح. وصار لكلِّ عالم معبده؛ وعبادتُه؛ وغوغاؤه. ولكلِّ عالمٍ موقِعه. وحطَبه من صغار الصياصين والغلمان النّافثين بالحشف. ثمّ اشتدّ الرقص. ودخل السّاحة "الأقلام المستعارة"، متلثمون حتّى الأسنان، كأّنهم "زورو". وفحَش القلم المستعار باسم الأدب.

ثمّ جاء الأمر على شكل "كارما": العالم صنَع الهوليغانزي؛ الهوليغانزي صَنَعَ البذاءة؛ البذاءة صنعت الإرهابي؛ الإرهابي فجّرَ العالِم. وقديماً اختُصِرت قصة فرانكنشتاين قبل مولِده: سمّن كلبَك يأكُلك.

------------

من صفحة الاستاذ عباس ابرهام على الفيس بوك