دخلت قضية أحداث مسجد زاوية "أبالي كابا" في مدينة كيهيدي منعطفا جديدا بعد تحرير من يوصفون بالأرقاء السابقين في مكونة "السوننكي" رسالة إلى المدعي العام في محكمة ولاية كوركول يطالبونه بالتدخل لوضع حد لما سمته المجموعة "انعدام المساواة، والاحترام غير القابل للتفاوض لكرامة الإنسان".
وحسب نص الشكوى التي وجهتها المجموعة صباح اليوم الخميس إلى القضاء في مدينة كيهيدي وحصلت 28 نوفمبر على نسخة منها فإن الأحداث التي وقعت في زاوية "أبالي كابا" قبل ثلاثة أيام "مرتبطة بالاعتبارات ذات الطابع الإقطاعي، والمخالفة للمبادئ الأساسية لطريقتنا المقدسة المنقولة قولاً وفعلاً من قبل أشياخنا الموقرين يعقوبا سيلا و أمبالي كابا"، حسب نص الرسالة التي سردت بعض الملابسات التي أدت إلى الاحتكاكات التي نجم عنها إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، مشيرة إلى التسلسل التاريخي للأزمة بين الطرفين حيث ذكرت الشكوى أنه في "يوم الجمعة 2 أكتوبر2020، خلال محاضرة اعتيادية تقام كل يوم جمعة في محيط الزاوية على مستوى مدينة كيهيدي، خلال هذه اللقاءات الأسبوعية، والتي نادرًا ما يشارك فيها الإمام الفخري، إمامة الصلاة بشخص قادر آخر. وهكذا قرر شيخنا كوليبالي في الصدد، في الثاني من أكتوبر وبعد ذهاب إمام اليوم الذي قاد صلاة المغرب، إمامة صلاة العشاء. وبالفعل رفض بعض الموجودين الصلاة خلف شيخنا كوليبالي. وفي اليوم التالي أي يوم السبت، أدلى مسؤولون ينتمون إلى مجموعات الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم نبلاء، خلال اجتماع عقدوه في محيط الزاوية، بشكل علني بتصريحات استرقاقيه.
وفي كلمة له في هذا اللقاء قال شوعيبو حسينو ماريغا، المتحدث باسم الشيخ أمام الحضور: "أن الصلاة التي أمها شيخنا كوليبالي باطلة"، قبل ان يتدخل بعده با حمادي كويتا ليسأل علنا الجمهور المتواجد في المكان نفسه “ما الذي يجب القيام به في حالة حدوث صلاة خلف العبد؟". وقد صرح قبلهما المدعو ماسير مارغا الملقب آبه في نفس الاجتماع: “انه علي الأموات أن يستيقظوا ليجددوا وردهم لأن ولائهم للطريقة لم يعد صالحاً بعد أن أم الصلاة من ليس هو أهلا لذلك". وفي يوم الأحد 4 أكتوبر، أصر نفس الشخص آبه مارغا الذي أدلى بعبارات كيدية في اليوم السابق، على الاتصال عبر الهاتف بشيخنا وتهديده إذ لم يأتي بسرعة استجابة لاستدعائه من شيخ المجموعة. شيخنا الذي كان يتواجد في المزرعة والذي لم يكن له في الحقيقة علما بهذه القصة، اذ غادر المحاضرة قبل وقوع الامر، حضر بعد دقائق قليلة الي الزاوية. وكم كانت دهشته عندما لاحظ حصر هذه الجمعية علي أشخاص ينتمون إلى مجموعة أولئك الذين يعتبرون أنفسهم نبلاء فقط. ولقد عاود شيخنا في اليوم التالي الموافق الاثنين 5 أكتوبر للاستجابة للاستدعاء وهذه المرة برفقة بعض أفراد عائلته. وخلال هذا الجمعية الأخيرة، المنعقدة يوم الاثنين 5 أكتوبر بإصرار من مجموعة المتمسكين بالنظام الإقطاعي، تم إبلاغ شيخنا بشكل علنًي وبوضوح من قبل شيخ الجماعة، أي يعقوبة دياكتيه " ألا يئم صلاة في الزاوية بدون إذن". في الواقع، ليس هذا الإذن المزعوم أكثر من خدعة لمنع من يعتبرونهم عبيدًا من إمامة الصلاة في الزاوية، لأنه حتى ذلك الحين، وحدهم الأشخاص المنحدرين من معسكر النبلاء الوهميون يحصلون على هذا الإذن المختلق كما أنهم الوحيدين الذين يؤمون الصلاة. وبالتالي لم يتم أبدا منح أي إذن لأي شخص من معسكر أولئك الذين يعتبرون أرقاء. فكان شيخنا كوليبالي هو أول شخص ينحدر من هذه المجموعة يتجاوز بلا رجعة هذا الحاجز المفتعل، وذلك بشعوره بالقدرة الكافية فكريا ومعنويا لقيادة الصلاة في مجتمع يعتبره بعمق وبقلب صادق وبعيدا كل البعد عن كل من شأنه المساس به مجتمعه.وبعد هذه الحادثة المؤسفة المخالفة لمبادئ وأسس طريقتنا، وبالنظر إلى الدروس العديدة التي تعلمناها هناك، فإننا نحن، مجموعة من التلاميذ الذين ينتمون إلى معسكر الأشخاص الذين يعانون من التمييز، قررنا بدورنا عدم قبول قيادة الصلاة من إمام من المعسكر الآخر، طالما لم يتم حل مشكلة الإمامة داخل مجتمعنا بشكل نهائيً وتمشيا مع المبادئ الأساسية لطريقتنا ألا وهي: المساواة والاحترام غير القابل للتفاوض لكرامة الإنسان في انسجام تام مع قوانين الجمهورية الإسلامية الموريتانية".
ولفتت رسالة من يوصفون بالأرقاء السابقين إلى ما سموه "استعدادنا الكامل لتقديم أي معلومات تكميلية"، معبرين عن "التزامنا المستمر بتقديم مساهمتنا المتواضعة من اجل السلام والتماسك الاجتماعي في أمتنا العظيمة" حسب نص الشكوى.
يشار إلى أن الأجواء بين المجموعتين في الزاوية التي تقع في الجانب الشرقي من مدينة كيهيدي لا تزال يشوبها التوتر، رغم انتهاء المواجهات بعد سيطرة الأمن في المدينة على الطرقات، والأزقة في الزاوية، وحي "گتاگه" الذي يعتبر من أكثر الأحياء كثافة سكانية في المدينة، وقال مصدر محلي إن القائمين على الزاوية طلبوا من "تلاميذهم" الغاضبين مما يسمونه "تمييزا" ضدهم مغادرة الزاوية، والبحث عن مساكن بديلة.