أعتقد أنني أكثر شخصٍ يعرفُني جيداً؛
أعرف أخطائي ولا أتوانى أو أخجل من إشهارها إذا اقتضى الأمر.. أو الاعتراف بها حين تواجهني في مرآة نفسي، وذلك أضعف الإيمان.
أعرف جيداً سقطاتي وعثراتي وكل الأشياء القبيحة في شخصيتي، وأتعامل معها بتصالح تام.
أما بعدُ؛
فأنا لا أتحرشُ.
و"لا أتحرشُ" هنا أورِدُها على سبيل الإطلاق والتحدي معا؛
الإطلاق لأنني لا أستثني... لا أستثني أبدا!
والتحدي لأنني أتحدى من يثبت العكس رجلاً كان أو امرأة! وأقبل أي صيغة للتحدي يقترحُها...
هذا المنشورُ مجردُ زفيرٍ، على إثر شهقةِ مفاجأةٍ وصدمةٍ كنتُ ضحيتَها وأنا أستمعُ إلى قصصٍ أنا بطلُها، رغم أنها لم تحدثْ مُطلقاً..
فبعد الشهيق هناك زفيرٌ غالبا....
أعرف نفسي؛ لذلك كنتُ سعيداً باكتشافِ الصور الكاريكاتورية الي تُرسَمُ لي في المحادثاتِ الخاصة... إنها تحملُ موهبةً سرديَّةً لا بأس بها!
وبعيدا عن لغة التهكم؛ في الحقيقة لقد كنتُ مصدوماً ومستاءً و كئيباً وأنا تحتَ الصدمة...
ولكنني الآن خرجتُ من هولها مرفوعَ الهُويّة، منصوبَ المزاج...
بعض الكاذبين يعرف حقيقةً ما، فيقدمها مُغَلَّفَةً بالكذب،
وبعضهم يجد معلومةً صغيرة فيبني عليها كذبةً كبرى؛
أما أسوأ الكاذبين على الإطلاق فهو الذي يختلق قصة من لا شيء، ثم يسردها باستمرارٍ دون أدنى إحساسٍ
بالذنب...
لم أتعود أن أتوقف عند كل ما يقال، رغم كثرة ما يقال؛ ولكنَّ الاتهامَ بالتحرش وأشياء أخرى، في حق شخص يمقت التحرش والمتحرشين والمحترشات أمرٌ جلل!
شكراً لصديقتين عزيزتين، كانتا معي أثناءَ مرحلة العبورِ من النفق!
هذا كل شيءٍ.
من صفحة الشاعر: محمد إدوم