أثارت وصية كتبتها إحدى بنات أسرة سودانية مكونة من 14 فرد ماتوا جميعا بسبب العظش في الصحراء الليبية قبل أيام موجة واسعة من التفاعل والتعاطف على منصات التواصل الإجتماعي في العالم العربي.
"إلى من يجد هذه الورقة، هذا رقم أخي، استودعتكم الله، وسامحوني أني لم أوصل أمي إليكم، بابا وناصر بحبكم، ادعو لينا بالرحمة وأهدونا قرآن، واعملو لنا سبيل موته هنا". بهذه الكلمات التي كتبت في ورقة صغيرة عثر عليها مع متاع الأسرة في الصحراء الليبية ودعت الأسرة هذ العالم قبل أيام في حادث مأساوي ومؤثر.
وفي تفاصيل القضية فإن سيارة الأسرة علقت في الصحراء الليبية المترامية الأطراف ويبدو أنها ضلت الطريق الموصل إلى الحدود المشتركة بين السودان وليبيا ما تسبب في وفاة جميع أفراد الأسرة المنكوبة.
الحادث وقع قرب مدينة "الكفرة" الليبية التي نشر جهاز الإسعاف والطوارئ فيها مقطعا يظهر "عملية انتشال الجثث من عمق الصحراء على الحدود الليبية السودانية، وعلى بعد نحو 400 كيلومتر جنوب شرق مدينة الكفرة".
مدير جهاز الإسعاف والطوارئ ب"الكفرة" قال في مداخلة مع الجزيرة إنه "فور تلقي البلاغ عن وجود جثث انتقلت قوة عسكرية ترافقها فرق إنقاذ للمنطقة التي تبعد نحو 420 كيلومترا عن المدينة، وتم انتشال 8 جثث، ويجري العمل على نحو 6 جثث مفقودة تم التعرف على أسمائها، ولا يعرف إن كانت هناك أعداد أخرى".
المغردون في العالم العربي انقسموا في تفاعلهم مع الحادثة المؤلمة حيث اعتبرها بعضهم مخيفة قائلا "قصة العائلة السودانية مخيفة جدًّا كيف انقطعت فيهم السبل في مكان نائي وكانوا يرون النهاية تقرّب منهم ومع ذلك ظلوا يعلمون انه لا شيء يفيدهم غير رحمة الله ".
في حين رأى آخر أن الوصية كانت مؤثر للغاية، فغرد "وصية مؤثرة نشرتها شرطة الكفرة وجدت في سيارة العائلة السودانية التي ماتت في الصحراء أثناء طريقهم من السودان لليبيا، كتبت فيها نمرة رقم شقيقها في ليبيا، وتعتذر عن عدم مقدرتها إيصال أمها اليه، وتطلب إيصال أنابيب الماء إلى مكان وفاتهم حتى لا يصيب غيرهم ما أصابهم".
وعبر مغرد آخر عن حزنه على العائلة فكتب "قبل فترة قليلة تم العثور على عائلة سودانية وقد تم وفاة بعضهم ضاعت في الصحراء الليبية بسبب العطش والجوع، وتم العثور على وصية مؤثرة في سيارة العائلة، كُتب فيها: سامحوني لم أوصل إليكم أمي، ادعوا لنا بالرحمة وأهدونا قرآن، ما أصعب الرحيل بمثل هكذا طريقة".
في المقابل، حمّل بعض المغردين العائلة المسؤولية لسلوكها طريقا للتهريب، فقال "صحراء ليبيا مساحتها مليون كم٢، متصلة بمصر والسودان وتشاد والنيجر، كيف يمكن أن تشيد طرق هناك والعائلة اتخذت طريق تهريب".