عندما كانت المعارضة تركز جهدها على النقد ولا شيء غير النقد، كان خصومها وبعض المتعاطفين معها يتهمونها بالعدمية والسوداوية وعدم الانصاف وبأنها لا تفعل أكثر من النقد والتهويل....
واليوم عندما أبدى بعض ممثليها في البرلمان رضاهم عن جزء مما حققه النظام الحالي، انبرى العديد من المتابعين في مهاجمتهم واتهامهم في قناعاتهم السياسية...
كيف تعتبرون تبيان الأخطاء فقط عدمية وسوداوية، وفي الوقت نفسه تعتبرون الانصاف نكوصا عن الموقع والموقف؟
شخصيا : أرى أن تبادل الأدوار العفوى الذي حدث أمس في البرلمان بين بعض الموالاة وبعض المعارضة هو أمر صحي ومحمود، لكنه ليس معهودا في عرفنا السياسي وخاصة القريب منه..
يضاف إلى هذا تعيين المعارضين وإشراكهم في تنمية بلدهم بعد أن كانوا منبوذين مهما كانت كفاءتهم وتميزهم..
نرجو أن تستمر سياسة الانفتاح هذه، وأن تنعكس على القرارات السياسية والاجتماعية اللاحقة..
المعارضة مكون وطني لا يمكن تجاهله، وبعض رجالاتها الموجودين اليوم لا يمكن تجاهل دورهم الذي أوصل ديمقراطيتنا لما هي عليه ... والانفتاح عليها ينبغي تثمينه والسعي في تعزيزه، تماما مثل السعي في تعزيز الانصاف...
تبيان الاخطاء من جانب، وذكر المنجزات من جانب آخر يجب أن لا يتأثر بالموقف السياسي، كما يجب على النظام أن يستفيد من كل ذلك، ولا يتعامل معه باعتباره مسألة شخصية، وإلا فإننا لن نراوح مكاننا ديمقراطيا ....
________
من صفحة الأستاذ الشيخ سيدي عبد الله على الفيس بوك