أيعقل أن تغمط الكفاءات حقها؟ | 28 نوفمبر

 

فيديو

أيعقل أن تغمط الكفاءات حقها؟

خميس, 10/12/2020 - 12:08

في هذه الأيام التي تتعطل فيها حاسة الذوق لدى البعض جراء جائحة كوفيد -- عافاهم الله -أجدني أتذوق - والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه - مرارة ظلم كل من وما هو وطني.

منذو سنوات خلت قدمت لمسابقة مفتشي التعليم الثانوي لأُفاجأ بإقصائي بذريعة استظهاري بشهادة الماستر من جامعة شنقيط العصرية، واليوم أُقصى في المرحلة قبل الأخيرة من اكتتاب الأساتذة الجامعيبن لأن الشهادة الممهدة للدكتوراه التي بحوزتي هي ماستر من نفس الجامعه!

هذه الجامعة - لمن لا يعلم - هي صرح معرفي باذخ شادته وفق المعايير العالمية شخصية معرفية أكاديمية ذات إشعاع علمي عالمي مشهود طال جل حقول العلم والمعرفة أصليِّها وعصريها أعني العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه - أطال الله بقاءه -

وإذا كان العلامة الدكتور يعمل في صمت وثقة متنكبا أساليب أهل هذا المنكب البرزخي في الدعاية والإلحاح والتعرض لأصحاب الشأن آخذا بالأسباب الموضوعية الواردة في دفاتر الالتزام وبالمعايير المطلوبة مقدما ملفا قويا ومقنعا لمعادلة شهادات الجامعة المعترف بها من طرف أعرق الجامعات العالمية التي لها شراكة فعالة مع الكثير منها فليس من اللباقة واحترام الرموز الثقافية والمؤسسات الجادة أن تتلكأ الهيئات المعنية في قرار المعادلة؛ خاصة وأن وزير التعليم العالي الحالي قد دشن المقر الجديد للجامعة فأُعجب بها وأشاد برئيسها وبمناهجها وببناها التحية المصممة وفق متطلبات الجامعات العصرية كما حضر بها عدة أنشطة أكاديمية فلماذا لا تكون ثمرة ذلك الإعجاب وتلك الإشادة في إنفاذ المعادلة التي ما زال يحبسها حابس الفيل الذي يبدو أن مغردة الحي لا تطربه!

أسرَّ لي مسؤول حكومي كبير بأمر مفاده أن لدى وزارة التعليم العالي عقدة من المؤسسات الجامعية الخصوصية التي سبقت جامعتنا الوحيدة إلى نظام L m d وصدّرت طلابا يحملون الماستر والدكتوراه بالشراكة مع جامعات أُخرى في حين كانت جامعتنا الوحيدة عاطلة الجيد من كل ذلك.

ومن النكت التي تحضرني أن الرئيس طيب الذكر سيدي ولد الشيخ عبد الله - رحمه الله - قال أمام مستشاريه : هاذِ الجامعه يواجعه خاسره. فأجابه أحد الظرفاء قائلا: منصابلْهَ بيهَ الِّ وحده عندْ امْهَ.

فهل يعقل أن تغمط الكفاءات حقها لأن هناك من لا يحلو له تعدد الجامعات بهذا الوطن!

إن ماء جامعة شنقيط قد تجاوز القُلتين وقد أصبحت واقعا ماثلا بقانون القوة وإن حاولت قوة القانون ترصد خريجيها والحيلولة دونهم وحقوقهم دون ذنب جنوه سوى أخذ العلم والتكوين عن الصفوة من أبناء جلدتهم وعلى أديم أرضهم وفي أكثر الصروح العلمية إقناعا!

إنني أطالب بإنصافي وإنصاف زملائي من خريجي الجامعات الأخرى الذين فضلوا الدراسة في أوطانهم ليكتشفوا في آخر لحظة أنهم يجترحون نفس الجرم الذ اقترفه ابن حزم - رحمه الله - قبلهم:

أنا الشمس في جو العلوم منيرة

ولكنّ ذنبي أنَّ مطلعي الغربُ

 

من صفحة الشاعر: التقي الشيخ