لم أعد اهتم بعدد الاصابات والوفيات التى تعلنها وزارة الصحة... فنحن للأسف نختلف في كونها حقيقية مع العلم بأنها قد تكون غير دقيقة فعلا، ليس لأنها كاذبة، ولكن لأنه بالفعل لايمكن معرفة الأرقام الحقيقية .. لأننا لا نجري العدد الكافي من الفحوص اصلا، ولأننا نعرف فردا فردا ان منا المرضى المتهربون من الفحص وينشرون العدوى في صمت مطبق، كل هذا و الوباء متفش فى كل مقاطعة حاليا للأسف.
= لا أهتم الان بتوجيه الاتهامات للحكومة بالفشل فى إدارة الازمة، ولا اهتم بسبب الإنكار الساذج من بعضنا فى بداية الازمة فى الوقت الذى كان أغلب دول العالم تقر الوباء وتحدياته وعلى رأسهم حكومتنا التي استبقت الأحداث وقائيا كما يرى اغلبنا وكما شهد لها بذلك الغريب والقريب.
وصول مصابين إلينا من دول أخرى نشر الوباء فقامت الدنيا في الوزارة ولم تقعد حتى انحسر الوباء وغادرنا، لنقوم بعد ذلك بجولاتنا العنترية في خرق القانون متباهين بذلك في مجالسنا اليومية، وكلنا يضاحك الآخر بمن يعرف من المسللين الذين باإمكانهم إدخال المصابين سرا دون التفكير في الابلاغ عنهم رغم معرفتنا بضررهم علينا جميعا، فمن منا لم يجلس إليه قريب أو بعيد ليقول متبجحا أنا أعرف من يوصل المسافر الى ولاية كذا بمبلغ كذا.. تحدينا الإجراءات واعتبرناها شكلية لا قيمة لها، كذبناها وشككنا بأصدق جنودنا عملا.. ونحن اليوم نلوم حكومتنا، شعبنا، طواقمنا الطبية، وجنود أمننا وكأن هذا يكفي الخروج من ازمة أعيت العالم؟
= أنا وبكل صراحة... لا أشك نهائيا فى كفاءة أطبائنا وتضحياتهم او امكانيات وزارة الصحة او في رجال أمننا رغم وجود الخائن دائما في أي فريق كحقيقة كونية ... ولكني أشك في قدرتنا على الالتزام بالاجراءات الاحترازية وليس هذا لاني لم اعد أصدق الإعلام الموجه فقط ولكن لأنني أيضا أعرف شعبي جيدا.
لم يعد كل هذا يهم الآن، فنحن للأسف نحدد المشكلة ونتباحث في أسبابها لوقت أطول من المفروض بدل التخطي إلى مرحلة البحث عن الحلول. المرحلة الموالية لتحديد المشكلة تسمى مرحلة البحث عن الحل الانسب، لا مرحلة التلاوم والتلاسن والاتهامات.ما يهمنا الان هو كيفية تقليل الخسائر بقدر الإمكان.. خسائر الأرواح من الكورونا... وخسائر البشر من الفقر والجوع بسبب الانهيار الاقتصادي المتهاوي بشدة..
ليس عيبا أن نعترف بالخطأ ولا بالفشل في المحاولة فالخطأ منوط بالعمل البشري.. العيب القاتل هو الاستمرار فى هذه المهزلة الكارثية.... ليس من العيب في شيء أن نتعلم من تجارب الدول الناجحة.. إيطاليا التى هي من أكثر الدول تطورا لجأت الصين فبعثت الاخيرة لها خبراءها ووضعوا خطة التزم بها الشعب والحكومة فأنهوا الأزمة بإذن الله وهم الآن في التحضير لفتح البلد الذي كان من اشد البلدان ابتلاء بالوباء .. والمملكة العربية السعودية فعلت اليء نفسه ولجأت للصين فتخطت المرض بنجاح وانحسرت الازمة وستفتح البلد قريبا.. وإذا لم نرد الالتجاء الصين فلنكرر تجربة إيطاليا كما فعلت اسبانيا ونجحت أيضا في تخطي الازمة وكما فعلت البحرين والكويت من اعتماد للخطة السعودية والجميع يتعافى الآن والحمد لله، يكفينا مكابرة و اخد اللقطات و جمع اللايكات النحاسية والذهبية.. موريتانيا لن تنجو بالشعارات الوطنية ولا بالتطبيل ولا بالنقد اللاذع بالحق والباطل بل بالادارة والعلم فقط.
_______
من صفحة الأستاذة أم الفضلي احميدي على الفيس بوك