فيروزُ تَـقرأُ الدُّعَاءْ
لأنُّها صَوْتُ النَّقَاءْ
صَوْتُ رُبى الخُلُودِ في الوَشْمِ الصَّبِيحْ
في شدْوِهَا رِسَالةٌ خَالِدَةٌ
منَ الذبيْحِ في أحْلامِهِ إلى الذبِـيحْ..
فيروزُ وحْدَها تُـغَـنِّي حُـزْنَنَا..
والآخَرُونَ بيْنَ منْ يبيْعُ عَـزْفاً كَاذِبًا ومَنْ يَصِيحْ..
الجُرحُ في ضِفَافِنا شَاختْ بهِ طَحَالبُ المَوْتِ القَبيحْ
ونَامَ في جِرَاحِنا وجْهُ الـخـَوَاءِ المُسْتَـبيحْ..
فما نــُغِــيْثُ مـُسْمِعًا
وقد تُغيْثُ آهَـةٌ..
وما نـعفَّ مَطْعَمًا عَنِ النَّطيحْ
ونـفْزعُ من كُـلِّ جَائِحٍ وقدْ تُـهْدي الطَّريْـقَ زلةٌ
ويجلبُ السَّحَابَ رِيحْ
البَشَرُ الجَمِيْلُ يا فيْرُوزُ،
يقطفُ الوُرُوْدَ!..
يحرقُ الزُّهورَ، يُـرْضِعُ الحَرِيقَ،
يجرحُ الحُدودَ، يقطع الطريقَ،
يَسْفكَ الدِّماءَ في الحَـقْـلِ،
ويُـفْشي عِـلَّةَ الوَرْدِ الطَّرِيحْ
من أطْلَقَ البارُودَ قدْ لا يَسْـتَحي
أن يَحْملَ الورْدَ إلى الضَّريحْ.
فيروزُ يا أميْرةَ الغِنَاءِ بـلِّــغِـي حَنَاجرَ الفَحِيحْ
قُولي لهمْ إنَّ النَّـقِيَّ إنْ شَدَا تَـبَـصَّـرَ الدَّرْبُ الكَسِيحْ..
غَــنِّي لأوجاعَ الفُؤادِ في سَمَاديرِ الظَلالِ؛
غَــنِّي القَلْبَ؛ غَــنِّي غـيْـمَةَ الجَفْنِ القَـرِيحْ.
وزَمْزِمي الصَّوْتَ..
فقدْ غَــرَّدتِ الخُـطى بأمدَاءِ الحَنينِ
والمقامُ طِفْلٌ ظِلُّــهُ لا يستريحْ..
فيرُوزُ يا طَاهِرَةَ البَوْحِ؛
ويا ظاهرَةَ الخوارقِ؛
يا مِلْحَنَا المَـلِـيحْ
فيروزُ يَا زَيتُونَةَ الحِكَايةِ المـَغْرُوسَةِ الأوْتَارِ في أشعَارِنا
يا بـَحةَ الـمِـخرزِ في عمائمِ الفرسانِ يا ضَـبْحَ السَّرِيحْ
يا قَمَرَ الجُمُعةِ المَسْكُونِ بالحَظِّ الفَسِيحْ
يا بِدْعةً بَـيْـنَ المــَرَايَا كُـلـِّـها..
يا رشَّةَ النَّخْلِ.. ويا سَقِـيْـفَةَ اللَّحَاظِ..
يا شقيقةَ الأرْزِ الفَصِيحْ.
فيروزُ يا حَادِيةَ الأنْغَامِ في حُـنْجُرةِ الفجرِ
ويا قيثارةَ اللَّوْنِ الجريحْ..
الله ربُّنُا المجيْدُ حَافِـظٌ عِبَادَهُ
"الله مَلجأ لنا"..
والعارفُونَ اللهَ لا خَوفٌ علَـيْـهمُ
وكلٌّ كانَ في القَوْلِ الصَّحِيحْ
فيروزُ يا سَيِّدَةَ الغِنَاءِ
لوْلا صَوْتُـكُ الرَّاسي على أرْوَاحِنَا
ما أنْـبَتَ المَوْجُ مَوَانئَ المَدِيحْ.
شعر: المختار السالم