١- نظريًا، وحسب المعلن، لا تختلف الحالتان اللتان تعافتا حتى الآن من فيروس كورونا في موريتانيا عن تلك التي توفيت رحمها الله. الجميع "شباب" في الأربعينات من أعمارهم. وعدم الإعلان عن ظهور أعراض مشابهة ل "ذات الرئة" لدى الراحلة أو حدوث انهيار في وظائفها الأساسية يتطلب وقتًا لدى من في سنها عادة يثير العديد من الأسئلة عن الأسباب الحقيقية للوفاة. فحسنا فعلت وزارة الصحة بفتح تحقيق لتحديد ملابسات الأمر. وعلى كل حال، سواء كان سبب الوفاة سكتة قلبية Cardiac Arrest مثلا ساهمت فيها الإصابة بالفيروس أو تزامنت معها فإن ذلك لن يغيّر كثيراً في ضرورة التزامنا جميعا بالإجراءات المتخذة والتي أثبتت فعاليتها حتى الآن في الحد من انتشار المرض.
٢- كون المتوفاة، رحمها الله، كانت في الحجر الصّحي الذي هو عبارة عن نوع من الرعاية الطبية النظرية، وكونها أيضًا توفيت داخل سيارة الإسعاف التي يفترض أنها وحدة إسعافية متكاملة، يؤكدان ما نعلمه جميعاً من ضعف في إمكانات قطاعنا الصّحي. وهو في عمومه قصور لا تقصير، حسب تعبير الدكتور محمد محمود ولد الصّديق. ومعلوم أن إمكانات القطاعات الصحية في جميع البلدان الآن هي أبرز مرتكزات خططهم للتصدي لهذه الجائحة. ولا عيب في اعترافنا بهذا. فلنزم أمكنتنا ف "الوقاية خير".
٣- لوزارة الصحة فريق للتصدّي لهذه الجائحة من أكفأ اختصاصيي البلد وأكثرهم تفان في العمل. وهم يواصلون الليل بالنهار من أجل حماية الوطن والمواطن. وخيار توسيع دائرة فحص نزلاء الحجر الصّحي مطروحة وواردة حال توفّر امكاناتها الضرورية. ومع ذلك يجب أن لا ينحصر همّ الراضين عن مجمل الخطة الصحية للبلد (وأنا أحد هؤلاء) في مجرد تقريع وتخوين المخالفين في الرأي ما دامت انتقاداتهم موضوعية. فعلا، أوقات تهديد الكيان ليست أوقات حزازات ومناكفات سياسية، ولكن لنتذكر أيضاً أن وحدة أي كتيبة مقاتلة إذا كانت تمنعها من تحديد الأخطاء والاستفادة منها فهي في الحقيقة عامل ضعف واعتلال، وإن بدت بمظهر التناغم والانسجام.
_______
من صفحة الأستاذ عبد الله بيان على الفيس بوك