مساء الخميس؛ ينتظر الموريتانيون نتائج مجلس الوزارء بفارغ اللهفة والترقب كأنهم في يوم الفزع الأكبر..
بعد قراءة البيان؛ يختلط حابل الموالاة بنابل المعارضة!
يقول المتفائلون من تعيين المعني(موالاة+معارضة):
الرجل المناسب في المكان المناسب.
يقول المتذمرون من رتابة التعينات:(موالاة+معارضة)
مللنا من تدوير المناصب؛ يجب إشراك الكفاءات!
عندما يسمعهم أحد الكفاءات يفرك عينيه بشدة ويقول:
إذا القوم قالوا مَن فتىً خلتُ أنني
عنيتُ فلم أكسل ولم أتبلد
ثم يذكرنا بسيرته الذاتية وحبه للوطن.
يرد المتفائلون بالتعيينات على تذمر البعض:
القافلة تسير والكلاب تنبح، ثم يتحدثون عن أضرار الحسد! دون أن يتحدثوا عن أضرار أكل المال العام وثقل الأمانة!
آخرون عملوا في المكان المناسب تحت إدارة الرجل المناسب الذي تم ترحيله لمكان مناسب آخر؛ استبشروا برحيله، ورددوا بصوت خافت للغاية؛ حتى لا يعود لهم الرجل المناسب في يوم خميس آخر :
إذا ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار.
في كوميديا التعينات السوداء؛ لا أحد يناقش ملابسات مشاريع القوانين والرخص التي يصادق عليها مجلس الوزراء ثم يغربلها ويتتبع مآلاتها من الصحافة والخبراء، يكتفون فقط بما يتمخض من اجتماع وزراء المزهرية!
خلاصة القول: أن الرجل المناسب والقافلة والكلاب والسيدة أم عمرو وحمارها الحرون سيتقدمون بشكوى لمجلس الأمن بالأمم المتحدة من الموريتانيين بتهمة التشهير والقذف.
حبذا لو تحدث خطباء الجمعة اليوم عن الرجل المناسب؛ وقامت الإذاعة بندوة عن ماهية الرجل المناسب؛ واستسرسل مؤرخوا البلاد في تتبع أسلاف الرجل المناسب؛ ولماذا داخل موريتانيا المكان المناسب يتغير بينما الرجل المناسب لا يتغير؟
_______
من صفحة الأستاذ خالد الفاظل على الفيس بوك