الوطن هو كائن يحلم تماما كغيره . أحلام الوطن طبيعية وغير مستحيلة التحقق... وللوطن كذلك أبناء يروم إسعادهم ومشاهدتهم وهم عصبة. وهم : إخوة لا مجال لأي دعاية مهماكانت أن تباعد بينهم ، او تفت في قوة لحمتهم.
ويظل الوطن يحلم بأن يكون قويا يتسع لكافة مكونات شعبه قبائل وأعراقا بذات العاطفة الأبوية الحادبة على الجميع.. ويقلب وجهه فلايرى إلا أمنا ورخاء وآملا يتنفسها الشعب. الشعب الذي يستحق عدالة وتوزيعا متساويا للثروة بين أفراده. ويستحق نظاما ديمقراطيا شفافا يسير مؤسساته بكفاءة وإخلاص دون تحيز قبلي أو جهوي ولا عرقي. كما يستحق أن يرى راي العين فعلا مؤسسات دستورية تمارس صلاحياتها دون تأثير ولا تدخل من أي كان.
حلم الوطن في أن : ينبري الجيش لمهمته المتمثلة في الدفاع وتوفير حماية للحوزة الترابية .
ولا يتخل لا ظاهريا ولا إيعازا بإنتخاب فلان ، ولا إقصاء علان. كما يظل حلمه يتوق لتسير للموارد في ظل مبدأي العقوبة والمكافئة. مع توفير فرص التشغيل لأصحاب الكفاءات وإتاحة الفرصة للشخص المناسب في المكان المناسب. حلمه في تعليم وطني موحد باللغة الرسمية . وصحة قادرة على توفير العلاج للمواطن مهما بعد مكانه على الخا رطة الوطنية. وأمن يلبس الناس إستقرارا وطمئنينة .
أما ما سوى هذا فهو السير حثيثا نحو الخراب والإحتراب مهما حاول المهيمنون على الامر ستر غسيلهم الداخلي فلن يستمر ذلك طويلا ، لأن البقاء للأصلح. والأصلح هو أن يستيقن هؤلاء بأن الإستمرارية للوطن وليس لشخص او جماعة أو حزب.
إن ماشاهدناه هذه الأيام من ( إحتراب !) في محيط السلطة يلتقط منه أن من لم يعتبر بأن الامور قد تغيرت ولم تعد الشعوب ترضى بأن تدار كقطيع الغنم. وأن المحيط القريب من حولنا والأبعد لايساعد على بقاء الأمور على ماكانت عليه منذ عقود. فرياح التغيير تنفخ في كل بناء لم يعد صلب.
ولاشك أن من لم يلتقط الإشارة من ما جرى بين الرئيس المنتخب وسلفه المنصرف فهو مصاب بالعمى. لكن وطننا ليس أعمى وشعبه متطلع دوما للافضل.
بقلم : الحسين الزين بيان