القبيلة في موريتانيا بشكل عام والشرق بشكل خاص هي الملجأ والملاذ الذي يعود إليه الناس في حاجاتهم ومشاكلهم هذه حقيقة واقعية لا يمكن التعالى عليها ولا تجاهلها.
والمشكلة تعود بالذات إلي عدم ترسخ مفهوم الدولة المدنية في أذهان الناس وفي تعاملاتهم ، نعم حتى الآن أرض السيبه لم تشهد دولة مدنية حقيقة لأنها لو وجدت هذه الدولة لكان لها إنعكاس في أذهان الناس وسلوكهم وتعاملهم مع الأمور.
صحيح أن بعض المناطق بحكم قربها من مركز القرار قد أستفادت من هذا الموقع الجغرافي في ترسيخ بعض مفاهيم الدولة المدنية وهنا أقول بعض.
الشرق بدى مختلفا بالرغم من أنه أكثر كثافة سكانية في موريتانيا إلا أنه ظل أكثر تهميشا على كافة الأصعدة وخاصة التعليم والتنمية الإقتصادية ظل الشرق ولا يزال مهمشا من سياسات.
الحكومات المتعاقبة التي بخلت عليه بسياسة تعليمية ملائمة لوضعيته / ومن نخبته التى فضلت لعق أحذية العساكر ولعب دور المثقف المنافق المتملق/ ومن زعامته القبلية التى لها اعتبارات أخرى لا تسهم قطعا في ترسيخ مفهوم الدولة.
نعم لم نخرج من مفهوم دولة السيبة في موريتانيا لازال كل شيء مرتبط بشيخ القبيلة ، وولد الخيمة لكبيرة ، والكثير يري أن السبب في ذالك يعود إلى أن القبيلة هي الملجأ ، هناك القبيلة من سيوظفك ، والقبيلة من سيعالجك في بلد تنعدم فيه المستشفيات ، والقبيلة من سيقف مع حين تنتزع أرضك في دولة اللاقانون ، والقبيلة من سيدفع دينك ... والقبيلة من يحمي سرقتك من المال العام.
غياب مؤسسات الدولة وضعفا ساهمت في ترسيخ دور القبيلة هناك ، وجعلها البديل ، كان من المفترض أن تكون الدولة موجودة وقائمة لملأ فراغ القبيلة وهو ما لم يتم .
حتى الإيديولوجيا رغم سطوتها وقوتها لا يزال تأثيرها محدودا على القبيلة وفشلت في اختراقها .
من يرى حجم ونوعية الاجتماعات القبيلية يعرف أن ديمقراطيتنا ديمقراطية عشائرية أو ديمقراطية "قريش" جند لها شيوخ القبائل و عبأ لها فرسان العشائر وقدمت الوظائف والمناصب على أساس الوزن القبلي والولاء للسلطة.
----------
من صفحة الأستاذ لمام محمد عبد الله على الفيس بوك