أعلنت لجنة الانتخابات في تونس النتائج الأولية للرئاسيات والتي بموجبها تأهل كل من قيس سعيد ونبيل القروي للشوط الثاني المتوقع نهاية الشهر أو الشهر القادم، وهي مناسبة لبعض الحديث عن تونس وتجربتها الديمقراطية وانتخاباتها الرئاسية :
1 - مثلت هذه الانتخابات نجاحا جديدا للتجربة الديمقراطية التونسية التي تواجه جوا عربيا وإقليميا ضاغطا لإفشالها وإرباكها بصورة مباشرة وغير مباشرة،فأن تواصل تونس مسارها مع إغراءات وضغوط الثورة المضادة ومع جو إقليمي غير مساعد (ليبيا، الجزائر) فذاك نجاح يكفي ونموذج يغري.
2 - جاءت نسب المرشحين واقعية ومعقولة ( 18وفاصلة، 15وفاصلة، 12وفاصلة، 10وفاصلة، 7وفاصلة......) وفي المقدمة من لا علاقة له بالحكم أو الحكومة أو أحزابها ، وندرك كم نحتاج في أمتنا لمثل هذا المشهد الذي يذكر بالديمقراطيات العريقة.
3 - كان التصويت القوي لصالح السيد قيس سعيد الذي لم يرشحه حزب ولم تدعمه ماكينة انتخابية معروفة ولايشتهر عنه وقوف مال ولا خارج وراءه مؤشرا على نضج الديمقراطية التونسية وتعلق تونسيين كثر بقيم الاستقامة والعصامية والثورة التي يعكسها الأكاديمي المستقل قيس سعيد.
4 - كانت نتيجة مرشح النهضة الأستاذ عبد الفتاح مورو مناسبة فلا هي نجاح - مع أنه يستحقه - ولاهي بهزيمة - حل في المرتبة الثالثة - وتحمل رسالتين مهمتين : أولاهما للإسلاميين - وهناك رسائل مشابهة في بلدان أخرى لإسلاميين أخر- ملخصها أن العمل السياسي بحاجة لحيوية وقوة ولا يحتمل الرتابة وأن الشعوب لم تعد تكتفي بحسن السيرة وألق الصورة وأصالة الشعار، فلابد أن تبدع وتجدد وتواكب تطلعات الناس والشباب، أما الرسالة الثانية فللنخب الأخرى وبعض الجهات التي مردت على كره الديمقراطية والتآمر عليها لأنها تأتي بالإسلاميين فهاهي لا تأتي بهم رغم فرحهم بها ومشاركتهم في مختلف محطاتها ، من المهم لنا جميعا أن نتشبث بالديمقراطية وأن لانهتم بمخرجاتها فهي كفيلة بتصحيح ذلك إن ترسخت وتعززت.
-----------
من صفحة الاستاذ محمد جميل منصور على الفيس بوك