أولا : لا يتعلق الأمر هنا بالجامعة العربية ولا بالعروبة ولا الانتساب لهما من غيره .. فلم يعد في في الجامعة ولا في العروبة اليوم ما يغري بالانتماء ...
المسألة تتعلق بفشلنا على مدى عقود من الزمن في تسويق أنفسنا للعالم، رغم ما مر بنا من وزارة للاعلام والسياحة والثقافة والخارجية ..
هل يعقل أننا وبعد أكثر من نصف قرن من التأسيس ما زلنا مجهولين حتى لأقرب الشعوب لنا جغرافيا؟
هل يعقل أنه ما زال في محيطنا العربي من يتساءل هل نتكلم العربية أم لا؟
هل يعقل أننا نحقق ريادات في قضايا عديدة وتنسب تلك الريادت لغيرنا؟
عندما يذكر الرؤساء الذين سلموا السلطة بعد انقلاب عسكري لا يذكر سوى سوار الذهب في السودان..
عندما تذكر الحريات يجعلون من صاحب الترتيب الثاني هو الأول، وتتداول وسائل الاعلام ذلك باعتباره مسلمة ثابتة..
عندما يتم الحديث عن المناظرة التلفزيونية بين الرؤساء تنسب ريادة ذلك لتونس رغم سبقنا لها بأكثر من عشر سنوات...
حتى صفة (الفقر) الملازمة لبلدنا لم نستطع الخلاص منها، فحتى ثرواتنا لا تذكر ضمن ثروات الوطن العربي وافريقيا لأنه لا أحد يعلم عنا شيئا...
من الذي قصّر كل هذه السنين بحيث ما زلنا نراوح مكاننا، لا يعرفنا أحد، لا معلومات عنا في محيطنا سوى أننا بلد الفقر والمجاعة والانقلابات..
لماذا تأتي الأنظمة وتمضي دون أن تغير شيئا في سيرتنا المخيبة هذه؟ وما قيمة وزارة للثقافة إذا كانت عاجزة عن اقناع الآخر بأن شنقيط هي تسمية سابقة للمجال الموريتاني؟ وما قيمة وزارة للخارجية لا تفعل أكثر من مشاركة الوزير في المؤتمرات والخروج دون أدنى تصريح لوسائل الاعلام ثم العودة بالهدايا .. يدخل ويغادر وتبقى موريتانيا مجهولة كما كانت. ما قيمة وزارة للسياحة إذا كان الوزير لا يعرف أين توجد أطلال أوداغوست ولا القيمة التاريخية لها ولا كونها إحدى عمارات الدنيا ذات يوم..
أما الاعلام فيكفي من فشله وسوءه صورته الداخلية .. وهي قطعا صورة لا ينتظر منها دور خارجي...
نصف قرن وما زلنا كما كنا اعلاميا .. لا يُعرَف عنا شيء ولا نذكر إلا حين يريد العرب وبعض الأفارقة ذكر سلبياتهم..،
من المسؤول؟، ومتى تتغير الصورة؟ ..
طبيعي في مثل هذه الحالة أن يتطاول علينا كل من أرد شماعة لفشل العرب وغيرهم بدءاً من حسنين هيكل وانتهاء بالحقوقي السعودي منذ أيام....
نحن ما عالم بينا حد ...
الصورة : أطلال كمبي صالح، وأوداغوست
------------
من صفحة الأستاذ الشيخ سيدي عبد الله على الفيس بوك