إن تعلق الموريتانيين ببرنامج تعهداتي 2019 جعلهم يصوتون له، لتحقيق أحلام جيل من الشباب،خيبت آماله الأحزاب التقليدية ونخب الصراعات العبثية حول الكراسي والثروات.
لأنه لا سلم اجتماعيا؛ وأغلب شعبنا يتضور جوعا، وأغلب الكفاءات عاطلة أو مهاجرة، والسياسات الائتمانية في مجالات التعليم والصحة والسكن معدومة أو هشة، والأرقام والتقارير التي تقدم عن المرافق. والخدمات العمومية مزورة أو مفبركة، وان أعلنت لا أثر لها على واقع الفقراء والمغبونين.
ولأنه لا مناخ للأمل عندما يكون المناخ الانتخابي والسياسي، أسس على الزبونية والقرابة، وتتحكم في كل تفاصيله جماعات المافيا السياسية والمالية التي خربت الاقتصاد الوطني،وحاربت الحريات الفردية والجماعية، ونهبت دون رحمة ثروات أجيال ليس الحاضر بما يحمل من ارث وقلق، بل المستقبل بما يحمل من أمل وألم
لست بحاجة الى تذكيركم أننا لا نملك ثروة غير قيمناًالدينية التي. يستخف بها، وأخلاقنا التكافلية التي يتلاعب بها ،وأن العالم الذي نعيشه وهذا العصر بالذات متوحش، يمول حملاته السياسية بدماءالشعوب وبأعراض أحرار تلك الشعوب
كما أن المغرب العربي الذي نحن جغرافيا جزء منه وحضاريا، بلا أفق وبلا حكومات متجانسة، وكياناته مهددة اما بالحروب الداخلية المتتالية، أو بالتوترات الاجتماعية المتفاقمة.
كما أن مجال الساحل الأفريقي والصحراء الذي نرتبط به جنوبا ، أصبح الارهاب فيه والتدخلات الأجنبية أولوية، حتى قبل التعليم وإشكاليات التنمية،وسيكولوجيا فضاءات الرحل.
بعضهم يرى أن المناصب هي الحلول وبعضهم يرى أن رفع وتائر الضرائب وفواتير المياه والكهرباء. وآجار المحلات والمساكن هي الحل الأمثل.
وبعضم (من سماسرة رجال الأعمال)جعل همه أن يؤسس جمهوريته المشخصنة في كل قطاع ، يترأسه ، معيدا عقارب الساعة الى الوراء.
هذا ليس حلمنا ......
حلمنا أن نبني وطن العدل (في الثروة، والسلطة، وإتاحةالفرص).
كل طريق غير هذا ، يعني قرع طبول الحرب وأجراس اليأس، ويعني الانحدار
فوق"كلب الريشات"
الموريتانيون يريدون فجر عصر جديد
ينجيهم من ديناصورات الحروب، ومن
سياسات الهروب
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/إستاذ وكاتب صحفي.