قبل مغادرتكم للسلطة وأنتم تقدمون درسا ديموقراطيا فريدا وليس بالغريب عليكم السبق لكل تليد وجزيل ، سأدلي بشهادة في حقكم كمواطن عايش عشرية النماء والخير والرفاه والتقدم والريادة ؛ عشرية شواهدها جلية كفلق الإصباح ؛ تسمو عن الحد والعد ماثلة أمام كل مواطن يرى بعين الإنصاف وعلى إلمام بالمحطات الكبرى التي مرت بها البلاد وكيف تعاملتم معها ؛ بعزم قائد وحنكة ملهم وريادة وطني ؛ سيذكركم التاريخ والعزم والإقدام ويذكركم الوطن وأجياله حين ترى كتائب جيشها الأبي بكامل عدتها وعتادها تحدث عن قفزة نوعية وجاهزية تفوق حجم التحدي المطروح ؛جاهزية جعلت الصديق قبل العدو يحسب لها ألف حساب وحساب ...
سيادة الرئيس سيذكركم السالك لآلاف الكيلومترات من الطرق المعبدة في كافة أرجاء وطننا الحبيب ؛ طرق أسهمت في فك العزلة عن عشرات القرى والمدن والتجمعات السكنية النائية التي كانت تكلف المواطن العديد من المتاعب والمشاق .
ستذكركم براعم الوطن ومختلف تشكيلاته العمرية حين يلجأ الصغير إلى حضن أمه ؛وهو يستمع إلى إذاعة القرآن الكريم وهي تفوح ترتيلا يذيب الحزن ويشرح الصدر فيسأل عنها إشباعا لرغبته التطلعية ؛ فتجيب إجابة منصف عايش جهودكم المباركة ؛ بأنكم من جعلها ترى النور شأنها في ذلك شأن العديد من الإنجازات الملموسة.....
سيذكركم سكان شمامة وسهولها الفيضية وهم يرون آلاف الهكتارات المستصلحة ؛علاوة على قنوات الري الداعمة لتلك النهضة الشاملة ؛ ويزداد فخرهم أكثر حين تبرز أطنان الأرز الموريتاني وهي تتصدر المبيعات من جنسه في الأسواق الوطنية ...
سيدي الرئيس ستظل مقاطعة "انبيكة لحواش " والشامي" ؛ تشهدان على فقرات من العزم والحزم ومقارعة التحديات الكبرى .
سيذكركم التاريخ يوم تجول ذاكرة الأجيال في سفر النجاحات الدبلوماسية الفريدة التي تحققت في عهدكم ، مكنت البلاد من استضافة قمتين كان احتضانهما يجسد تحديا حقيقيا ؛وفي ظرف قياسي ،ولكن قدر هذا الإسم وحامله ألا يهزم وألا يستكين ...ناهيك عن النجاحات التي حققتها دبلوماسيتنا في الخارج وأسهمت وما زالت تسهم في حل النزاعات الإقليمية والقارية والدولية .
محمد إن الغيث إن غاب وكفه ==سينبت زهرا بعده غير غائب
بيد أن وكفكم كان وما زال ولا زال هطالا ، شيم وريع ومازالت الأجيال تروح وتغدو في مرابعه الخضر .
أعدتم لعاصمتنا السياسية الوجه الحضاري الذي يليق بعاصمة دولة ذات سيادة وهيبة وكبرياء .
سيدي الرئيس ستبقى إنجازاتكم ماثلة للعيان وقابعة في الشعور واللاشعور حين يضرب الخل لخله موعدا بالقرب من المطار القديم ؛ فيسأله بكل عفوية "القديم أم الجديد" أو يعلن عن ندوة بقصر المؤتمرات ؛فيرد المتلقي مستفسرا : القديم أم الجديد .....وهناك الكثير والكثير من شواهد نهضة شاملة ستبقى عصية على الطمس والتحريف والتحوير والمغالطات مما يضيق المقام عن ذكره.
أسجل هذه السطور كوشل ضئيل من مد عباب وغطمطم طال سهول ووهاد وشوامخ هذه الأرض ؛ أدلي بهذه الشهادة وتشفع لي شواهدها الحية وبعدي كل البعد من مرمى التهم ، إذ لم أنل في هذه العشرية أي تعيين ولم ينله لي أخ ولا عم .....وليقس مالم يقل.. ؛ بل وكدت أن أفقد فيها وظيفتي بسبب حرماني من أبسط حقوقي نظرا لسياسات مصالح الوزارة التي أتبع لها...لن أدخل في تفاصيل الموضوع وأوردته كسد يراه الناظر من بعيد أمام مد التهم والنعوت والتعليل والتحليل التي سيناط حتما بهذه السطور......
أخيرا ستبقى ياسيادة الرئيس خالدا في ذاكرة الوطن وأجياله
يروون عن قائد يزهو الزمان به ==علا الزمان وتعلو الحقبة الحقبا
وستظل بصماتكم راسخة رسوخ "كدية الجل "وشم آدرار وتكانت ؛ عصية على عسف الليالي وتنكر الأيام ،ومرجعا يحال إليه كلما تراءت ملامح نص نهوضي في صفحات المجد والكبرياء والشموخ........