أقول ما كنت أقول عن إيران منذ 1979... إن إيران شيعية؛ وفي العراق والبحرين أغلبية السكان، وخاصة من العرب، هم شيعة أيضا... وفي جيمع دول الخليج شيعة...
ولهذا لم يكن الصراع مع الشيعة، في أوطانهم أو في البلاد التي حكموها، إلا صراعا سياسيا وإن رفع الشعار الديني أو المذهبي برقعا.
إذن فإن الشيعة والسنة خلافهما الديني قديم، وهو خلاف مذهبي، وأما صراعهما فسياسي (وربما كانت السياسة نفسها قد حسمت خلافات مذهبية وسياسية داخل أهل السنة أنفسهم؛ مع المعتزلة مثلا).
وبالنسبة للشيعة الإمامية أو الخمينية التي حكمت إيران وأسقطت نظامها الشاهنشاهي العلماني الغربي... فإن أي أحد من المسلمين لم يكفرها (وكيف تكفر من يشهد الشهادتين ويقيم الصلاة والصيام والزكاة والحج ويؤمن بنفس عقيدتك التوحيدية!).
من اشد ما ينقم على الشيعة من منكراتهم الكثيرة وانحرافاتهم الخطيرة تكفير بعض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أو سبهم ولعنهم (وكانت فئتان من الصحابة في عهد معاوية رضي الله عنه تتلاعنان على المنابر دون أن يكفر أي منهما).
المهم أن إيران الرسمية لا تكفر ولا تلعن أحدا من الصحابة، وقيادتها منذ الخميني إلى اليوم أصدرت بيانات تنهى عن ذلك وتمنعه، على الأقل لما ترى فيه من الضرر السياسي الدنيوي عليها...
ومع أن أخطاء إيران أكثر من أن تحصى، وبعض مواقفها ظالمة ومرفوضة (مثل ضررها على الدولة اللبنانية الديمقراطية، وموقفها الإجرامي في تأييد وحماية النظام السوري وإبادته لشعبه)، مع ذلك تظل إيران دولة إسلامية رائدة في مقاومة الغطرسة الأمريكية ونصرة القضية الفلسطينية.
وفي المواجهة الحالية والحصار، وربما الحرب، مع الجمهورية الإسلامية، من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين وأذنابها العرب، لا يمكن للإنسان المنصف إلا أن يتعاطف مع إيران وخاصة مع موقفها الشجاع الرافض للإهانة والخضوع.
بعض المفلسين والأغبياء يجادل بأن إيران إنما ترفع شعار الإسلام، وتسر الكفر وسب الصحابة... رياء وتقية.
حسنا! وهل تُظاهر عليها دولا ترفع شعار معاداة الإسلام وتمارس محاربته، وتسب الله ورسوله والمسلمين جهرا وبهرا، وترعى وتخدم عدوهم الأول "إسرائيل"...؟!
ما لكم كيف تحكمون!
------------
من صفحة الاستاذ محفوظ ولد احمد على الفيس بوك