ايران تحشد ضد اسرائيل والعرب يحشدون ضدها | 28 نوفمبر

 

فيديو

ايران تحشد ضد اسرائيل والعرب يحشدون ضدها

سبت, 01/06/2019 - 03:41
صالح القزويني

لا أدري هل تزامن عقد قمم مكة المكرمة مع يوم القدس العالمي وقع محض صدفة، أم أن ارادة الله شاءت أن تعرف الشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم من هو الذي يدافع بشكل حقيقي عن القدس والقضية الفلسطينية.

ففي الوقت الذي تسعى فيه قمم مكة الى تحشيد الحكومات العربية والاسلامية ضد ايران، فان طهران تبذل كل ما في وسعها من أجل احياء يوم القدس العالمي في معظم دول العالم وأن لا يقتصر احياءه على ايران وانما تشهد أغلب دول العالم مسيرات وفعاليات يوم القدس العالمي، وهذا ما حدث.

الهدف الرئيسي من تبني ايران ليوم القدس العالمي هو أن تبقى هذه القضية حية في نفوس العرب والمسلمين وأحرار العالم، وأن يلتفت الجميع الى الجريمة التي نفذها الغرب بدعمه لاسرائيل في احتلال فلسطين وأن لا ينخدعوا بمؤامراتهم، فضلا عن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيينن، ومع أن المسيرات كانت في البداية تقتصر على المدن الايرانية ولكن شيئا فشيئا بدأت تتوسع، حتى أن عشرات البلدان العربية والاسلامية والأوروبية تشهد اليوم مسيرات يوم القدس العالمي، كما وتقام احتفاليات بهذه المناسبة في دول أخرى.

قمم مكة تحقق بالضبط ما تريده اسرائيل، وهو توجيه الانظار الى عدو وهمي وهي ايران لكي لا يلتفت العرب والمسلمون الى قضيتهم الأولى وما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم ضد الفلسطينيين، وكذلك لتمرير ما تسمى بصفقة القرن دون ظهور اي معارض لها، خاصة وأن الذين من المفترض أن يعترضوا على هذه الصفقة منشغلون بقضايا أخرى.

ما يدعوننا الى التشكيك بوجود تعاون وثيق بين الدائرة المصغرة للقائمين على قمم مكة المكرمة وبين اسرائيل هو استهداف ايران، فلو بحثنا عن الأسباب الحقيقية وراء المشاكل والتهديدات والضغوطات والعقوبات والمؤامرات التي تتعرض لها ايران منذ تأسيس جمهوريتها وحتى اليوم لرأينا أنها مرتبطة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بموقفها من اسرائيل.

لو كانت ايران قد ركبت قطار التطبيع مع اسرائيل كاغلب الدول العربية والاسلامية، لما كانت اليوم تعاني من الضغوط والتهديدات والعقوبات، بل لسمح الغرب لها بامتلاك الاسلحة النووية وسمح لها بتزعم دول المنطقة كما كان الشاه، ولما كان يشن النظام العراقي السابق الحرب ضدها، ولما تطاولت أصغر الدول ضدها واساءت لها.

ربما نتفهم الصمت الذي تلوذ به بعض الدول العربية والاسلامية تجاه اسرائيل، فهي تتذرع بتخليها عن مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينية بانها لا يمكنها مواجهة ضغوط الدول الغربية الداعمة لاسرائيل، ولكن ما لا نفهمه هو ان البعض الآخر من الدول العربية شهر سيفه ضد أية دولة أو كيان أو جماعة تتصدى لاسرائيل في الوقت الذي كان بامكان هذه الدول التزام الصمت تجاه المقاومين والمعارضين لاسرائيل كسائر الصامتين، ألا يدل ذلك على أن العلاقة بين هذه الدول واسرائيل تجاوزت مرحلة التطبيع ووصلت الى حد التعاون الوثيق بين الجانبين؟

التفجيرات التي تعرضت لها الناقلات في الفجيرة، وقصف أنبوب النفط السعودي والتدخل في الشؤون الداخلية، كلها ذرائع لتوجيه السهام لايران والنيل منها وممارسة الضغط عليها، وهذه الذرائع لا تختلف عن الذريعة الأميركية وهي البرنامج النووي الايراني، فالهدف الرئيسي هو أن تتخلى ايران عن موقفها تجاه اسرائيل ودعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

لو كان القائمون على قمم مكة المكرمة صادقون في زعمهم ان ايران تتدخل في شؤون دول المنطقة، ويشعرون بقلق شديد مما يسموه بالنفوذ والخطر الايراني لتلقفوا المبادرة التي قدمها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال زيارته لبغداد السبت الماضي، فقد دعا دول المنطقة الى التوقيع على اتفاقية عدم التعرض والاعتداء، غير انه مضت عدة أيام على طرح هذه المبادرة ولم ترحب أية دولة بها، الا يشير ذلك الى ان ما تتحدث به هذه الدول عن التدخل الايراني مجرد مزاعم لا واقع لها؟ فلو كانت حقيقية لقامت بتحديد الموارد التي تزعم انها تتدخل ايران عبرها وتطالبها بالتوقيع عليها والزامها بها.

في الوقت الذي تزعم فيه بعض الدول بتدخل ايران في شؤون المنطقة فهناك العشرات بل المئات من الأدلة والبراهين والوثائق التي تشير الى تدخل هذه الدول في الشأن الايراني والتآمر على ايران والتحريض ضدها، لذلك عندما لا ترحب هذه الدول بمبادرة ظريف فهذا يعني أنها تخشى من أن تلزمها الاتفاقية بعدم التدخل والتآمر والتحريض.

كاتب  ايراني

راي اليوم اللندنية