خاص 28 نوفمبر
في البلاغة يقولون إن النص يقرأ من عنوانه لكن هل الرسم أيضا كذالك؟!!
في الاستحقاقات الرئاسية التي يجرى شوطها الأول نظريا بعد شهر من اليوم تصبح قراءة مضامين شعارات المتبارين فيها محاولة لفهم الخلفية التي ينظر بها كل واحد منهم على حده للناخب الذي يريد استمالته.
28 نوفمبر تشارك قراءها الأكارم سبرها لمضامين شعارات فرسان السباق الرئاسي المرتقب متبعة في قراءتها لمضامين تلك الشعارات الترتيب الرسمي للمترشحين الستة:
أسد...بأذن واحدة
مرشح الحركة الانعتاقية (إيرا) للرئاسيات المقبلة بيرام الداه اعبيدي جعل من الأسد شعارا يود من خلاله استمالة الناخبين، في الحقيقة ربما يحتاج الأمر متخصصين في الاستئناس لمعرفة ما إذا كان الأسد بالفعل عامل جذب عند عامة الناس.
قد يكون مصمموا الشعار اختاروا الإشارة إلى شكيمة ملك الغابة للتدليل على صلابة مرشحهم في الدفاع عن الأفكار التي يؤمن بها. لكن اللافت حقا هو أن الأسد ظهر في الصورة بأذن واحدة لكنها واقفة، المفارقة هنا هي أن وقوف أذن الأسد في العادة يشير إلى قرب انقضاضه على الفريسة.
ثمة بعد آخر لفت النظر في شعار المرشح يتمثل في ابتعاده عن "الصواب" الذي تدثر بشعاره لولوج قيه البرلمان حلال تشريعيات سبتمبر المنصرم. عدد من معارضي الرجل يرون في الأمر استمرارا لسياسته في تغيير الحلفاء، والمزكين عند كل موسم انتحابي. قد يرى أنصار الرجل في هذا التفسير تحاملا غير مبرر لكن الناخبين الذي سيجدون أنفسهم وراء الستار مع أسد متوثب الأذن هم من سيحدد ما إذا إن كان وضع الثقة في المرشح من عدمه أمرا يستحق المجازفة.
ولد اعبيدي اختار أيضا شعار: (التغيير من الآن) ربما محاكاة لمرشح المعارضة الأخر سيدي محمد ولد بوبكر. في أبجديات الحكم يقولون إن الاستعجال مراهقة سياسية لكن المعارضة ممثلة في المرشحين ربما تخفي عصى سجرية قد تنسف هذه المسلمة.
مفتاح...لأي حقبة!!
مرشح حزب (اتحاد قوى التقدم) مدعوما بقطبي المعارضة: "التكتل/إيناد" الأستاذ محمد مولود اختار الوفاء لشعاره. في السياسة يقولون إن الوفاء لـ"الرمز" ميزة تفضيلية عند الرفقاء. الذي يسال عنه هنا هو الأقفال التي ما زال باستطاعة مفتاح مرشح الحركة اليسارية الموريتانية فتحها بعد كل هذه السنين من النضال والمساومة والتموقع والثورية.
في التاريخ السياسي لليسار الموريتاني خير معين على فهم الاحتفاظ بأيقونة "المفتاح" فبفضلها فتحت الحركة ذراعيها لقطبي اللعبة السياسية في البلاد الأمر الذي حفظ لها توازنا تحسدها عليه حركات وأحزاب سياسية محلية عديدة.
بالنسبة للناخب العادي يصلح المفتاح شعارا لجدب انتباهه. ربما تعين على المرشح إدخال تحسينات على الشكل التقليدي للمفتاح لإقناع الشباب بقدرة هندسته الكلاسيكية على التعامل مع مشكلات عصرهم المتعددة.
ابرز عقبة يتعين على "المفتاح" مواجهتها تتمثل في توفير "فتوحات" سياسية واقتصادية واجتماعية عصرية لمشاكل المواطن الموريتاني إذا ما قرر ترجيح كفة المرشح في انتخابات يونيو المقبل.
في خلفية المفتاح يشاهد الناخب شعار "التكتل" أكبر داعم للمرشح. قد يبدوا الآمر كما لو انه استعطاف من "المفتاح" لـ"الهلال" وربما تزاوج شعاراتي بين مكونين سياسيين خبرا معا الكثير من معالم التجربة الديمقراطية الموريتانية الحديثة. وحده الناخب من سيحدد أهلية المفتاح من عدمها في حكمه بين المتنافسين.