النسوية هي الأداة و الوسيلة التي تجعلنا نفسر على بصيرة سلوكيات المجتمع الأبوي ضدنا كنساء و مقاومتها بشكل عقلاني و واعي، النسوية هي الفلسفة التي تفسر لنا لماذا يتم اضطهادنا؟ و استغلالنا؟ و احتقارنا؟ لم ندرس النسوية كنظرية في المناهج الدراسية، و لم نلقن أي فكرة عنها منذ نشأتنا _حيث كانت الأبوية، و من خلال بناها تزرع فينا الافكار الدونية عنا، و تطبّع داخلنا أن وضعنا البائس هو الوضع الطبيعي لنا كنساء_ لكننا اكتشفناها يوم واجهتنا الأسئلة المحيرة عن واقعنا كجنس من الدرجة الثانية، يوم خضنا غمار الحياة و تفتح وعيينا مشمئزا من واقع التبعية و الذل و المهانة و التحقير و التشيؤ، يوم اكتشفنا أن هذا الواقع مناف للعقل و المنطق و العلم و الفطرة. من خلال النسوية أدركنا أنه واقع ثقافي و اجتماعي بحت و ليس بيولوجي و ليس حتمي أو أبدي. كما تحاول الأبوية، ليس خداعنا وحدنا. بل ترسيخ ذلك الواقع كنظام اجتماعي من خلال مؤسساتها، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية و الدينية و الاعلامية..
--------------
من صفحة الأستاذة سومه محمد الولي على الفيس بوك