تجري في اليابان غدا مراسم تنصيب الإمبراطور ميتشيكو وترتيبه 126، خلفا للإمبراطور المستقيل أكيهيتو، ليكون ثاني إمبراطور بعد والده يُنصب وفق دستور عام 1947.
الجدير بالذكر أن السلالة الحاكمة في اليابان هي الأقدم في العالم، فيما قضى الإمبراطور هيرو هيتو الذي تولى العرش بين عامي 1926 إلى عام 1989، أطول فترة على العرش في تاريخ البلاد.
والأهم أن الإمبراطور الأب والجد، شهد أهم الأحداث الكبرى في تاريخ اليابان المعاصر، وخاصة التخلي عن النسب الإلهي بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان للولايات المتحدة.
ومن المفارقات أن الإمبراطور هيرو هيتو كان يعامل رسميا على أنه من نسل الآلهة "أماتيراسو أوميكي"، مثله مثل أسلافه من الأباطرة حتى الأول من أغسطس عام 1947، وكان يحظر في هذا السياق حتى ذكر اسمه.
في ذلك اليوم من عام 1947، أصدر الإمبراطور الجد ما يعرف بـ"إعلان الطبيعة البشرية"، وورد فيه أن الافتراض القائل بأن الإمبراطور هو من طبيعة إلهية خاطئ.
هذا التحول الجذري في مكانة أباطرة اليابان لم يمر بسهولة، فما إن خاطب الإمبراطور هيرو هيتو شعبه يوم 15 أغسطس 1945، قبل أسبوعين من استسلام بلاده، حتى أصاب الذهول الجميع وهم يستمعون لأول مرة في التاريخ إلى صوت من كان يعد "إلها".
الإمبراطور عقب هزيمة بلاده وإسقاط قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، دعا في تلك المناسبة الجيش والأسطول إلى وقف المقاومة والاستسلام، وكان رد الفعل جنونيا ودمويا للغاية.
انتشرت إثر ذلك موجة من الانتحار على الجبهات وفي أنحاء البلاد، ووصلت إلى بوابة القصر الإمبراطوري في طوكيو، حيث انتحر عسكريون ومدنيون بإطلاق النار على أنفسهم، أو بالسيف "هارا كيري"، الطريقة التقليدية العنيفة المعروفة في صفوف الساموراي "لغسل العار" بالدم.
وهكذا، لم يعد الإمبراطور الياباني ينتسب إلى أي إله، بل وبات حاكما شكليا وواجهة للبلاد، ولم يعد ذكر اسمه أو الاستماع إلى صوته محرما.
وبموجب دستور عام 1947، أصبح الإمبراطور رمزا للدولة ولوحدة الشعب، لكن دون سلطات مثله مثل أقرانه في الملكيات الدستورية الأخرى.
المصدر: RT