تذكرت...أول مونديال... | 28 نوفمبر

 

فيديو

تذكرت...أول مونديال...

أربعاء, 09/05/2018 - 10:56
البشير عبد الرزاق

سيبقى مونديال المكسيك سنة 1986، محفورا في ذاكرة الموريتانيين، باعتباره أول بطولة عالم، تبثها التلفزة الوطنية حديثة النشأة وقتها، ومع أن بعض الموريتانيين أتيحت لهم فرصة متابعة مونديال 1982 في اسبانيا وقبله مونديال 1978 في الأرجنتين، من خلال التلفزيون السنغالي، الذي كان بثه يصل خاصة مدينتي لقوارب ونواكشوط، إلا أن المكسيك 86، كان مختلفا باعتبار أنها كانت أول مرة يكون فيها البث وطنيا، عبر إتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية.
لم تكن أغلب البيوت خاصة في احياء الشعبية تتوفر على أجهزة تلفزيون، وكانت الموضة المنتشرة وقتها هي تلفزيونات أبيض وأسود، حمراء اللون وبشاشة صغيرة، لا يكاد حجمها يتجاوز شاشات حواسيب اليوم، وبهوائيان ملتصقان بها يشبهان هوائي المذياع،
الغالبية العظمى من البيوت لم تكن تتوفر على الكهرباء، فكانوا يعتمدون على بطاريات السيارات لتشغيل تلك التلفزيونات، وكانت أغلب الأسر تمتلك بطارية احتياطية، ومع ذلك كان يحدث أحيانا أن تنفد البطاريتان خلال المباريات، مما يضطر المشاهدين إلى الانتقال بسرعة إلى أقرب منزل حتى لا يفتوا المباراة، كانت البيوت وقتها مفتوحة، حيث أن الهاجس الأمني لم يكن يومها قد وصل إلى هذه الدرجة،
كان الجميع ينتظر الفريق الجزائري، الذي صنع المفاجأة قبل ذلك بأربع سنوات، في مونديال إسبانيا حين فاز على الألمان وكاد يصل إلى الدور الثاني، لولا قصة المؤامرة المعروفة،
لكن مفاجأة المكسيك 86، جاءت من الفريق المغربي، بادو الزاكي، تيمومي، بودربالة وآخرون، هم الذين صنعوا المستحيل في تلك الدورة، فكانوا أول فريق عربي وإفريقي يصل إلى الدور الثاني من كأس العالم، مع أن الفريق العراقي الذي كان يمثل آسيا، ظهر هو آخر بمستوى مشرف،
بعد نهاية كأس العالم، خصنا مباراة أخرى، هي حمى الألبومات، وهي عبارة عن كراسات بحجم الدفاتر المدرسية تقريبا، كنا نشتريها ثم نملأها بصور اللاعبين حسب كل فريق، والتي نشتريها بدورها أيضا، و ما زلت أذكر تلك المضاربات على صور اللاعبين حيث كان الساحر ارجنتيني ديوغو مارادونا هو الاغلى، ووصل السعر الذي كانت تباع به صورته إلى أرقام خيالية،
لم نكن في جيلنا نتخيل أبدا، أنه سيأتي اليوم الذي يكون علينا فيه أن ندفع، مقابلة مشاهد مباراة كرة قدم على الشاشة الصغيرة،
وتلك أيام...

------------------

من صفحة الأستاذ البشير عبد الرزاق على الفيس بوك