
في ظرف جد معقد من تاريخ البلاد يختلط فيه المعقول باللامعقول ، وصل فيه التشجن والاحتقان مراحل مهددة بأن يصبنا مثل ما أصاب الأقوام من حولنا ، حيث أشرأبت الاعناق لرؤية كل داع فرقة، واستراق سمعٍ لكل متسلق منبراً مبشراً بنحلة لم نألفها ولم تكن لنا يوما ديدنا ، مشحونة بمضامين شق العصا وحمل الكاتيوشا واستنغر على الأكتاف ، في خطب صاحبها من الوجاهة ما يسحر عقل لبيب بلد ساكن الفقر المدقع أهله حتى اصبح لهم جبلة ، وهم فوق أرض لم تعد تتحمل أثقالها الثمينة فقا