أوقفوا سحرة فرعون؟ | 28 نوفمبر

أوقفوا سحرة فرعون؟

أحد, 27/03/2016 - 18:31
لمام ولد محمد عبد الله

لمام ولد محمد عبد الله بعد سنين عجاف من حكم الجنرال شاه فيها وجه الوطن و تغيرت ملامحه و هاجر من أبناءه من هاجر ، وارتسم الحزن والألم على وجوه الفقراء والمعدمين ، سنين عجاف تحولت فيها الدولة إلى مزرعة خاصة للجنرال وعائلته ومقربيه وسدنة حكمه. سنوات إزداد الوضع الاقتصادي سوءا وتحولت ثروة البلد إلى الحسابات البنكية الخاصة بالنظام وزمرته، وصلت البطالة أرقاما مخيفة و زادت المديونية الخارجية بأكثر من مليوني دولار أمريكي. مؤشرات التنمية البشرية في الحضيض التعليم، الاستثمار، الفساد ، البنية التحتية، الصحة ، سنوات مرة محفورة في ذاكرة كل موريتاني غير متملق ولا منافق ، حيث فسد التعليم والصحة وبيعت المدارس الحكومية والساحات العمومية و أنتشرت الفضائح والجرائم المالية و تلطخت سمعة البلد إقليميا ودوليا. سنوات كانت إنجازات الجنرال فيها لجيبه وعائلته، الصفقات العمومية من نصيبه ومقربيه ،المشاريع والقروض والهبات، المراكز الحساسة في الدولة والجيش .... نهب منظم وفاضح دون وازع الدين أو الأخلاق أو المروءة.... سنوات مرة وتعيسه يتذكرها سكان الأحياء الشعبية، يتذكرها الطلاب ، يتذكرها العمال ،يتذكرها التجار ،يتذكرها كل من لم تنتفخ أوداجه من سرقة مال الشعب ، أو يمتلئ جيبه منها. اليوم بعد أن أوشك حكم الجنرال أن ينقضي "دستوريا" وهو الذي لم يشبع بعد من لحم ودم الفقراء ، ومازال النهم والجشع يسيطران على عقله وسمعه وبصره. ...

يحاول جاهدا في مسرحية هزيلة مكشوفة ومفضوحة التلاعب بمستقبل بقايا وطن ، مستخدما طابور من الدجالين والسحرة المتملقين شيبا وشبابا متثيقفين ومتفيقهين تجمعهم خصال عديدة أهمها سوء الأدب مع الله ومع الوطن. منذ فترة بدأت سخافات و سيئات هؤلاء الدجالين تظهر في البرلمان وعلى وسائل الإعلام مطالبين بتمديد فترة زمنية لجنرالهم ما يعني تغيير الدستور "كبرت كلمة تخرج من أفواههم" لم يكفيهم ما عانى هذا الشعب المسكين ويعاني من ويلات الفقر والجهل ، ألا يكفيهم ما نهب سيدهم وينهب من أموال الشعب ليلا ونهارا .... إنهم أذلة و عبدة لجيوبهم و بطونهم ....

لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا يخشون يوم الحساب. إن المصير الذي سيواجه بقايا هذا الوطن حين ينجح هؤلاء الدجالين هو مصير مجهول ومظلم إن تراكمات الظلم والطغيان و تجذر الفساد والإفساد وما يصاحب ذلك مآسي يعيشها الشعب ستكون كفيلة بالرد على الدجالين وسحرة فرعون. عليكم أيها المؤمنون بمبادئ الديمقراطية التواقين لوطن خال من الظلم والفساد أن تهبوا لنصرة دستوركم ووقف أطماع الجنرال و أن تلقموا أولئك الدجالين الحجارة .... سيكون مصير الهدوء والاستقرار في هذا الوطن رهينة بتغيير الدستور ...

لقد أدت سياسة اللعب بالدستور إلى نتائج كارثية في دول مجاورة كان أصحابها يراهنون على قوتهم الاقتصادية و العسكرية لكنهم اكتشفوا انهم أغبياء ودفعوا ثمن غبائهم مضاعفا. ... إننا أمام مسؤولية أخلاقية كبيرة تجاه وطننا وشعبنا ، علينا جميعا أن نقف في وجه الطوفان، خطورة المرحلة تستدعي منا التخلي عن الكثير من الحساسيات قبلية وجهوية وعرقية وحزبية من أجل تشكيل حزام أمان نستطيع الخروج به من هذه الأزمة. ... فكروا ، خططوا، اخلصوا، واعلموا أنكم أمام تحد تاريخي يتطلب عمل جاد غير تقليدي. أوقفوهم قبل فوات الأوان. ..

* باحث

مقيم في ماليزيا