المثقف والمجتمع...أية علاقة؟/ محمد محمود محمد فال | 28 نوفمبر

المثقف والمجتمع...أية علاقة؟/ محمد محمود محمد فال

سبت, 22/01/2022 - 22:17

تعتبر الثقافة مفهوما مركزيا يشمل نطاق الظواهر التي تنتشر من خلال التعلم الإجتماعي في المجتمعات البشرية. 

وتعرف الثقافة عدة تعريفات من بينها الفطنة، فعند القول (تثقف الرجل) يعني أنه صار رجلا حاذقا وذافطنة. وتعني كلمة ثقافة، أيضا كل ما يضيئ العقل، ويهذب الذوق، وينمي موهبة النقد،
قال تعالى (هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مابال أقوام لايتعلمون من أقوام، ومابال أقوام لايعلمون.....أو كما قال صلى الله عليه وسلم. 
ويقول المفكر الاسلامي محمد الغزالي إن الرجل الذي لاتستفيد منه عقيدة ولا مجتمع فهو كالحمار. 
 وباشتقاق كلمة " ثقافة" من التثقف يكون معناها التضلع الواسع من مختلف فروع المعرفة. والشخص ذو الإطلاع الواسع يعرف على أنه شخص مثقف. 
وفي الاصطلاح تعرف الثقافة على أنها نظام يتكون من مجموعة من السلوكيات التي يتم تكوينها ومشاركتها ضمن فئة معينة.
 والثقافة بمفهومها الواسع تجعل الإنسان مشاركا في العلوم ومعارف، حيث يستطيع مواكبة التغيرات الحاصلة في مجتمعه، أو بيئته ويظهر دوره الإيجابي  عند تلبية حاجاته الأساسية (مالينو فسكي).
أما جاك بيرك فيرى أن المثقف هو الذي يتقن اللغات الغربية، والمثقف هو الذي اكتسب تعليما واسعا، والثقافة كلمة نخبوية وهي التي تميز مابين الفوقي من الهيكل الإجتماعي والأدنى. هذا من جهة ومن جهة أخرى مما هو داخلي وخارجي ويربط جاك بيرك بين الحضارة والثقافة ويضرب مثلا لذلك انه طلب من طالب يحضر دكتوراه في فرنسا وطلب منه أن يقرأ له من كتاب مخطوط بخط مغربي قديم ولم يستطع أن يقرأ كلمة واحدة من هذا الكتاب فكان ردجاك بيرك:
" إن هذا الطالب ليس متحضرا إذ لوكان متحضرا لما ترك ثقافته من أجل ثقافة أخرى". 
ماهي مسؤليات المثقف؟

من خلال التعريفات التي سبقت يتضح أن للمثقف مسؤلية كبيرة إتجاه مجتمعه من ذلك أن عليه تنوير المجتمع وتعليمه؛ إذ هو النبراس وهو المهذب وهو المضطلع على مختلف الثقافات وهو الفطن وهو الحاذق في توعية المجتمع في كل مجالات الحياة.
وللأسف الشديد انقلب الأمر، فأصبح المثقف يُقاد  وفقد موقعه وتخلى عن مسؤوليته في مجتمعه وكان رأسا صار ذنبا، فاختل التوازن  وانهارت المجتمعات وتراجعت الدول .
الإشكالية الحقيقية تكمن في المثقف غير القادر على فهم لغة مجتمعه، لذلك نجد هناك غربة كبيرة بين المثقف والمجتمع.
دور المثقف الحقيقي أن يغير توجهات الناس، وأن يرفع من وعي المجتمع من خلال الجذب في أسلوب طرحه لأفكاره، وأن يقترب من مجتمعه وحتى يكون فاعلاً ويغير وينجز، وهذا لا يعني تسطيح المثقف لفكره، فقط نحتاج أن يوضع هذا الفكر داخل إطار يستطيع كل أفراد المجتمع استيعابه ويرتقي بهم ويرفع الوعي لديهم. فإذا لم يستطع المثقف ذلك فما هي الفائدة من وجوده، فهو تماماً مثل الطبيب الذي لا يعالج.

نسأل الله السلامة والعافية.