الجامعة العربية: استقالة "جورج قرداحي" قد تنهي أزمة لبنان مع دول في الخليج | 28 نوفمبر

الجامعة العربية: استقالة "جورج قرداحي" قد تنهي أزمة لبنان مع دول في الخليج

اثنين, 08/11/2021 - 19:23

اعتبر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي من بيروت اليوم الإثنين أن استقالة وزير الاعلام اللبناني الذي أثارت تصريحاته حول اليمن غضب السعودية، قد “تنزع فتيل الأزمة” الدبلوماسية مع الرياض ودول الخليج الأخرى.

والتقى زكي، الذي يزور بيروت موفداً من الجامعة العربية بهدف بحث سبل حل الأزمة، كلا من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.

وإثر لقائه بري، قال زكي للصحافيين “معلوم منذ اللحظة الأولى أن مسألة الاستقالة كان يُمكن أن تنزع فتيل الازمة”، مضيفاً “نحتاج الى التأكيد بشكل أكبر على أن هذه الخطوة يمكن ان تتم”.

وأوضح أن الهدف من زيارته هو البحث في الأزمة مع السعودية و”كيف يمكن أن ننزع فتيلها حتى لا تتحول إلى رصيد اضافي في تراكمات سابقة وسلبية تعيق أي تقدم في المستقبل بين الطرفين”.

وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين لبنان السعودية على خلفية تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي، تم تسجيلها قبل توليه منصبه، وقال فيها إنّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن “يدافعون عن أنفسهم” في وجه “اعتداء خارجي” من السعودية والإمارات.

واستدعت السعودية إثر ذلك سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. وتضامناً مع الرياض، أقدمت البحرين ثم الكويت على الخطوة ذاتها. وأعلنت الإمارات بعدها سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.

وبينما أعربت الحكومة مراراً عن “رفضها” تصريحات قرداحي، مؤكدة أنها لا تعبّر عن موقف لبنان الرسمي، رفض قرداحي الاعتذار باعتبار أن تصريحاته سبقت تشكيل الحكومة. وقال لاحقاً لقناة الجديد المحلية إن استقالته “غير واردة”.

وكان ميقاتي دعا مراراً قرداحي الى “اتخاذ الموقف الذي ينبغي اتخاذه وتغليب المصلحة الوطنية”، في إشارة ضمنية الى استقالته، فيما رفض حزب الله، اللاعب السياسي والعسكري الأبرز، أي دعوات لإقالته أو استقالته.

وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة “إرهابية” تنفذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز. واعتبر وزير الخارجية السعودية إثر الأزمة أنه لا يمكن اختزالها بتصريحات قرداحي وإن المشكلة تكمن “في استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي” في لبنان.

وقال زكي بدوره “هناك مسار أبعد مدى لإشكالات أخرى موجودة بين الطرفين (…) لا أحد يتعامل معها”، مضيفاً “دعونا نحل وننزع فتيل هذه الأزمة أولاً، لنرى إمكانية بوادر حسن نوايا بين الطرفين تمهد لأن ندخل المسار الأصعب والأكثر تعقيداً وهو المسار الخاص بمعالجة تراكمات العلاقة”.

وإثر لقائه ميقاتي، قال زكي “لا نريد لهذا الوضع أن يستمر. نريد تحقيق انفراجة، استرخاء في هذه العلاقة. ولن يحدث ذلك والازمة موجودة”، مضيفاً “نأمل أن تكون نقطة البداية من هنا”.

وكرّر زكي الإشارة الى أنّ الهدف من زيارته بيروت أن “نعرف أين يقف لبنان من هذه الأزمة، وما الذي ينوي عمله لتجاوزها”، لافتاً الى أن زيارته السعودية واردة “لكن علينا اولاً أن نشعر بحلحلة في الأزمة حتى نأخذها الى المرحلة التالية”.

وطردت السعودية مبعوث لبنان وحظرت جميع الواردات اللبنانية إلى المملكة واستدعت سفيرها في وقت سابق هذا الشهر. واتخذت البحرين والكويت خطوات مماثلة بينما سحبت الإمارات جميع موظفيها الدبلوماسيين.

من جهته قال الرئيس اللبناني ميشال عون، الإثنين، إن بلاده لن تتردد في اتخاذ أي موقف يساعد على تهيئة الأجواء وتقريب وجهات النظر ورأب الصدع مع السعودية ودول الخليج.

جاء ذلك خلال لقائه مع الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، بقصر الرئاسة شرق بيروت، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.

وفي 29 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، سحبت الرياض سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة، وفعلت ذلك لاحقاً الإمارات والبحرين والكويت واليمن، على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

وأوضح عون: “لبنان لن يتردد في اتخاذ أي موقف يساعد على تهيئة الأجواء لمصارحة تأخذ في الاعتبار السيادة الوطنية والحرص المتبادل على مأسسة العلاقات”.

وأضاف: “أن المصارحة في مثل هذه الأوضاع هي عامل أساسي لتقريب وجهات النظر ورأب أي صدع”.

ومضى قائلا: “لبنان حريص على أفضل العلاقات مع الدول العربية، لا سيما السعودية ودول الخليج (..) معالجة ما حدث مؤخرا يجب أن يكون بالحوار الصادق بين البلدين”.

كما شدد على ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وما يصدر عن أفراد أو جماعات، خاصة إذا كانوا خارج مواقع المسؤولية”.

بدوره قال حسام زكي إن زيارته لبيروت تأتي “بهدف بذل جهود تقريب وجهات النظر وحل الأزمة بين لبنان والسعودية”.

وأوضح أن “إعلاء المصلحتين اللبنانية والخليجية هو هدفنا وسبيلنا للتوصل إلى مخرج، وهناك تطمينات للبنانيين المقيمين في الخليج”، حسب البيان ذاته.

وقبل تعيين قرداحي وزيرا للإعلام في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، قال في مقابلة متلفزة سُجلت في 5 أغسطس/ آب، وبُثتها فضائية “الجزيرة” القطرية في 25 أكتوبر/تشرين أول الماضيين، إن الحوثيين في اليمن “يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات”.

ويرى قرداحي أن حديثه لم يحمل إساءة لأي دولة، ما دفعه لرفض “الاعتذار” أو “الاستقالة”، فيما دعاه رئيس حكومة بلاده نجيب ميقاتي الخميس، إلى اتخاذ موقف “يحفظ مصلحة لبنان”.

 

 

نقلا عن: رأي اليوم