نيويورك: مجلس الأمن الدولي يمدد لبعثة "المينرسو" بعد معركة دبلوماسية بين واشنطن وموسكو | 28 نوفمبر

نيويورك: مجلس الأمن الدولي يمدد لبعثة "المينرسو" بعد معركة دبلوماسية بين واشنطن وموسكو

جمعة, 29/10/2021 - 20:12

في معركة كبيرة داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حول قضية الصحراء، واجهت الولايات المتحدة، المسؤولة عن صياغة القرارات (حامل القلم) المتعلقة بالصحراء الغربية، صعوبات جسيمة للحصول على القرار الذي يمديد ولاية “المينورسو” مرة أخرى.

ووافق مجلس الأمن الدولي، الجمعة، على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصحراء الغربية (مينورسو) لمدة عام، في لحظة حاسمة بسبب تعيين المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا، الذي أمامه تحدي كبير يكمن في تخفيف التوترات بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو.

وتمت الموافقة بـ13 صوتًا مؤيدًا، مع امتناع عضوين عن التصويت، هما روسيا وتونس، لتقرر الهيئة التنفيذية الرئيسية للأمم المتحدة على استمرار بعثة “المينورسو”؛ التي تأسست بعد وقف إطلاق النار عام 1991، لتنظيم استفتاء تقرير مصير المنطقة المتنازع عليها-؛ وستبقى البعثة في العمل حتى 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

ولم يدخل قرار مجلس الأمن أي تغييرات عملية كبيرة، لدرجة أن مراقبة حقوق الإنسان بقيت خارج صلاحيات البعثة.

وشكر سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الولايات المتحدة على صياغة القرار الذي يأتي في وقت “تفاؤل” باحتمال إعادة إطلاق العملية السياسية التي تقودها “حصريا” الأمم المتحدة، ولا سيما من قبل المبعوث الأممي، دي ميستورا.

وأشادت وثيقة القرار، بتعيين المبعوث الجديد، الذي تم هذا الشهر.

وتمكن المبعوث السابق للأمم المتحدة، الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر، من جمع الطرفين في جنيف؛ لمحاولة استئناف المفاوضات، لكن استقالته في أيار/ مايو 2019 أدت إلى مرحلة من الركود تفاقمت في نهاية عام 2020، أولاً مع عمليات الإخلاء من منطقة الكركرات الحدودية مع موريتانيا من طرف الجيش المغربي، وبعد ذلك مع اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

عمر هلال واثق من “حيادية” دي ميستورا، الذي تم إرساله أيضًا للحرب السورية، ويأمل أن يكون هناك حل سياسي “واقعي وعملي ودائم ومقبول من الطرفين”، بحسب تصريحاته.

ولا تفكر الرباط إلا في سيادة كاملة للمستعمرة الإسبانية السابقة، بينما تطالب جبهة البوليساريو، بحق تقرير المصير الكامل للصحراء الغربية.

شكوك روسيا

أكد الوفد الفرنسي، مرة أخرى، لمجلس الأمن الدولي؛ دعمه لمقترح الحكم الذاتي التي قدمته الرباط، والتي يرى فيها نقطة انطلاق “جادة وذات مصداقية” للتحرك نحو “حل عادل ودائم ومقبول للطرفين”.

ومن جانبهما، شككت الصين وروسيا في عدم وجود حوار قبل اعتماد النص النهائي.

وفي الواقع، كانت روسيا أحد الدولتين اللتين امتنعتا عن التصويت، بعد أن كان من المتوقع أن ترفض؛ بعد ابدائها عدم ارتياحها بسبب “غموض في بعض النصوص”؛ أجبرها على تأخير التصويت المقرر مبدئيًا يوم الأربعاء.

وقدمت موسكو نفسها على أنها “جهة غير متحيزة” في النزاع، واختارت استئناف الحوار بين الأطراف لحله، مع مراعاة الآراء السابقة للأمم المتحدة نفسها، والحق في “تقرير مصير الشعب الصحراوي”.

ودعا سفير روسيا إلى تجنب “الإجراءات الأحادية” التي قد تزيد التوتر.

وبعد جولة فاشلة من المفاوضات للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن القرار، قدمت الولايات المتحدة صياغة معدلة للمشروع يوم الثلاثاء الماضي.

وامتنعت روسيا عن الموافقة على النص يوم الأربعاء، اليوم الذي كان مقررا لتصويت عليه في البداية – معللةً ذلك بأنها “غير راضية عن الفقرات المتعلقة بالعملية السياسية”.

وفي 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أبلغت الجزائر مجلس الأمن أنها لن تشارك في محادثات “المائدة المستديرة” لأنها تعتبر هذا الشكل “غير مثمر”.

وتضع هذه المفاوضات المغرب وجبهة البوليساريو على الطاولة مباشرة، وكذلك الجزائر وموريتانيا كمراقبين.

وعلى العكس من ذلك، تدعو الجزائر إلى “مفاوضات مباشرة” بين الرباط والبوليساريو.

 

نقلا عن: رأي اليوم