من مشافي تونس إلى الرئـيس المنـصرف/ المختار الشيخ عبد الله | 28 نوفمبر

من مشافي تونس إلى الرئـيس المنـصرف/ المختار الشيخ عبد الله

ثلاثاء, 26/11/2019 - 23:14
بقلم/المختار الشيخ عبدالله

وأنا في تونس أسابق الموت لإنقاذ أبي من السرطان جراء سموم دائك الذي ارتضيته لأبناء شعبك دواءً ،  (استعمال دواء مزور) أكاد أسمع على بعد آلاف الأميال نبضات قلبك تزداد وتسرع في دقاتها وكأنها في سباقٍ مع الزمن ..

أيها الرئيس المنصرف هل خشيت حقا بعد أن سقطت وتحطم تمثالك في الأذهان ،أن يخفت أو يموت حلمك الطموح في أن تصبح سيدنا عشرية أخرى؟

هل شعرت ولأول مرة ببزوغ نهج جديد وأن عجلة التاريخ ليست ثابتة، وأن الجماهير التى كانت تخرج بالحشود هي نفس الجماهير التي ستدير لك ظهرها عندما تأمن هي عواقب الغضب الشعبي، أويحركها حدث ما في الإتجاه المضاد ..؟
ماذا يقول لك مقربوك ومستشاروك الآن ؟
وبأي حديث يهمسون في أذنيك خيفة..؟
وماهي نصائح "النوائب "الإثنا عشرية  لك ..؟
لعلك تحتاج الآن لنصيحة ستعرف لاحقا أنها أغلى وأصدق من كل نصائح خدمك ونوائبك وكل من يدعي بك تأييدا وولاء ومبايعة..!

نصيحتى لك أن تختفي عن الأنظار أو تطلب اللجوء السياسي في مملكة اسواتيني حيث المال الذي كدست والصديق الذي اخترت..!
فموقفك السياسي هنا ضعيف، وأحسبه أوهن من بيت العنكبوت 

دعني أصارحك بحقيقة لو استعطفت كل المقربين منك لماتجرأ على ان يهمس بها إليك ولو على استحياء !
 
الحقيقة أنك أقل الناس وفاءً وأقل الرؤساء شعبية، بل لوقدر لك أن تسمع وترى مايقوله عنك ويضمره لك أبناء شعبك لما بقيت يوما أو بعض يوما في قصرك الذي شيدته على رفاة أحلامه.

أيها الرئيس المنصرف ألم يانِ أن تدرك أن الوطن أكبر منك ومن خاصيتك التي تركتهم  ينهبون خيراتنا ويسرقون مصارفنا ويستولون على عقارنا ومدَّخراتنا في جوقة دامت عقدا أويزيد..!

كنت ولاتزال مولعا باختيار الأكثر سوءً.
لو اطلعت على صدور ابناء شعبك ومشاعرهم نحوك لوليت منهم فرارا وملئت رعبا.

أيها الرئيس المنصرف انت الوحيد الذي تمرد على معالم وطنه فلم يسلم منك العلم ولاالنشيد ولا العملة ، ولامجلس الشيوخ ،ولا المدارس ،فكيف يسلم منك  نظاما  لاقا إجماعا وطنيا .
كنت طفان المعالم والتاريخ  والثقافة والوفاء بلامنازع..

لم تستوعب أن موريتانيا أكبر منك ،فذهب بك الغرور إلا أنك الأكبر تعاملت مع ابناء شعبك بكبرياء كأنك لست من جنسهم واخترت منطق السيادة والعبودية في التعامل مع اطيب و أنبل شعب وأحلم الشعوب قاطبة.

أتدري ماذافعلت بهذ البلد الطيب خلال عشرية حكمك ؟
لقد دمرت مالم تستطع كل القوى المعادية تدميره ،فشوشرت على لحمة المجتمع لولا عناية الله وتسامح هذ الشعب لكنا في حرب أهلية.
دمرت الإقتصاد انت وعملائك وتركت لنا تركة ديون تفوق الناتج حيث وصلت 5 مليار دولار 2019.
كان النهب في عهدكم أيسر وأكثر سهولة من حصول أسرة فقيرة على منحة مالية تسد رمقها يوما أوبضع يوم.

هل تعلم ان الديون جريمة في حق الأجيال القادمة التي ستتحملها من معيشتها وميزانيتها ،فيورث جيل حاضر أجيالاقادمة متاعبه ومشاكله نتاج فساد سلفه..!

بقلم/المختار الشيخ عبدالله