استشارة إعلامية مجانية..! | 28 نوفمبر

استشارة إعلامية مجانية..!

خميس, 08/08/2019 - 17:50
محمد الامين سيدي مولود

نحن شعب مولع بالشائعات، بل ربما تكون كل الشعوب تميل إلى الشائعة اكثر من الحقيقة والواقع، لان الشائعة تحمل سحر الغرابة وتريح من البحث والتحري وتعب منطَقة الاشياء، وفي صناعة الشائعة تلبية لرغبة ضربة الخصوم السياسيين او المهنيين، وفيها الترويح عن النفس وترويج الحلفاء والجهات والاوساط الاجتماعية والقبلية الخ لذلك نفضل غالبا عذوبة وسحر الشائعة عن برودة وروتين الواقع وملله. 

 عادة تكون الشائعة هلامية غريبة مجهولة المصدر هشة تظهر بسرعة وتنتشر بسرعة ثم تذوب وتختفي بسرعة، وإن كانت لها سلبيات كثيرة في بعض الأحيان على الأشخاص والمجتمع وبعض الأحيان على المؤسسات، لكن الغريب أن تكون للشائعة  _ بل للكذبة _ مواقع معروفة وكثيرة تنشط بتعاطينا معها وتصفحنا لها رغم اننا نكتوي بكذبها يوميا ولا نحاسبها بالقطيعة، كما تكون لها صفحات مشهورة ومعروفة نساعد في شهرتها بالتفاعل معها !

في بلدنا يمكن أن يقال إن هنالك ما بين 5 إلى 8 مواقع ألكترونية فقط تنشر بالعربية تستحق التصفح ونقل ما تنشره على اساس أنه اخبار جدية، مع ضرورة استصحاب مواقف طواقمها السياسية وخلفياتها ومصالحها، وغربلة ما تنشر من خلال المقارنة فيما بينها، مع احتمال ان تنشر اخبارا غير دقيقة بسبب المصادر احيانا او التسرع او تداخل السياسي بالمهني، هذه المواقع يمكن معرفتها من خلال بذل جهد غير كبير في تعقب الانتظام في النشر وتعدد المصادر والأخبار والشمولية وبعض الجدية بل وحتى نمط التحرير والصور واللغة يساعد في تحديدها، إن بعضها مؤسسات معروفة ولها مقرات وبعضها أشخاص _ مجرد أشخاص _ لكنهم جديون مواظبون لهم شبكة علاقات لا باس بها. ولا أعرف إن كان هنالك عدد مماثل أو اقل يصدر بالفرنسية!

بخصوص التدوين والمدونين، هم في الغالب اقل مهنية وتدقيقا لانها صفحات انطباعية شخصية مزاجية، لذلك يجب إبقاء اعتمادنا عليها في اطار الرأي أساسا والتوعية والنقاش، بدل الاعتماد عليها كمصدر للأخبار، لأن ذلك ينافي جوهرها، هذا بخصوص الحسابات التي يعرف اصحابها وليست المستعارة طبعا، فتلك وضعية اخرى تساعد في الترفيه وتثير الانتباه للبحث او الاهتمام بامر معين فقط. ورغم ذلك في عالمنا هذا عشرات الحسابات لأشخاص جيدين اغلبهم له علاقات مباشرة بالاعلام المسؤول او مراكز صنع القرارات السياسية والادارية ولديهم اطلاع جيد واخبار موثوقة غالبا لكن كل ذلك يخضع للموقع السياسي وحسابات المصالح، وتاثير العلاقات، والقناعة وحتى الهوى والمزاج في بعض الأحيان.

عزيزي، عزيزتي، اخوتي جميعا: 

_ لا تجزموا بصحة كل ما تقراون في عالمنا الأزرق هذا، ولا في الانترنت عموما، بل غربلوا ودققوا وقارنوا قبل نشر اي خبر خاصة أن كان له تاثير كبير على المجتمع والبلد

_ لا تقولوا: قرأنا في الفيس خبر كذا، بل قولوا قرانا في حساب أو صفحة فلان، وعادة يوثق به او له طلاع واسع، واهملوا اغلب ما تقراون ...

_ لا تقولوا: سمعنا اليوم في السوق او في التاكسي، بل حاولوا إيجاد مصادر موثوقة وأخبارا واقعية منطقية، ولا تهتموا بأغلب ما تسمعون ...

_ لا تقولوا: قرأنا في مواقع الانترنت، بل حاولوا فرز المواقع الجدية واسالوا عمن يديرونها وقارنوا بين كل ما ينشر، ولا تكرروا تصفح مواقع كذبت عليكم ثم كذبت ثم كذبت، فتصفحها يزيد صعودها وانتشارها. ولا توزعوا روابط المواقع الصفراء المجهولة ضعيفة السند قليلة الدقة عديمة الجدية..

_ لا توزعوا الفوكالات مجهولة المصدر والمتكلم، خاصة إن حملت معلومات مثيرة أو خطيرة، او بذاءات او عنصرية او تحريضا او تبادل الشتائم، إن المساعدة في نشر ذلك مساعدة في تفكيك المجتمع وتنافره 

_ أخيرا لا تنسوا ان المعلومة المحددة تختلف عن الراي العام، لذلك من الهم معرفة وثقة مصدرها، ويتحتم ذلك حسب اهمية المعلومة وقوة تاثيرها، اما الراي فامره أسهل وإن كانت الموضوعية فيه افضل، والأسلوب المحترم اللائق أنفع وأجدى 

ومع كل هذه الاحتياطات سوف نبقى جميعا عرضة لاخبار غير دقيقة تؤثر في واقعنا، وسوف نبقى اكثر تعلقا بالشائعات من روتين الواقع وبرودة اخباره. 

#فانتبهوا

______

من صفحة النائب البرلماني محمد الأمين سيدي مولود على الفيس بوك