الحج والعمرة... واشياء أخرى! | 28 نوفمبر

الحج والعمرة... واشياء أخرى!

أربعاء, 19/06/2019 - 18:19
محمد محفوظ احمد

ليس جديدا ما تعرض له بعض العمار مؤخرا من التأخر ثم الوقوع في قبضة الأمن السعودي والسجن بـ"جريمة" "التخلف"، بسبب خذلان وفشل بعض وكالات السفر؛ إن لم نقل بسبب تحايلها وإجرامها في حق أبرياء تعاقدوا معها ودفعوا لها ليتمكنوا من تأدية عبادة ويرجعون إلى وطنهم في راحة وأمان.
فخلال سنوات الليبرالية المتوحشة المشوهة التي قضت على الدولة والقانون والنظام، ونشرت شريعة الجشع والنصب والظلم على الضعفاء... نمت مجموعات من وكالات السفر وتناسلت حتى أصبحت مثل دكاكين السقط.
والطريف هو أن هذه الوكالات تتسمى باسم "السفر"، وتضع على واجهاتها صور شركات طيران دولية، وهي لا علاقة لها بها ولاحتى بالسفر نفسه؛ وإنما هي عناوين لأفراد يمارسون السمسرة و"التبتيب" في مواسم الحج والعمرة حصرا؛ وفي الغالب لحساب آخرين من الوجهاء و"المتسوعدين" الذين يتعاطون "أعمالا" أخرى في المملكة...
لقد ساعدت عوامل متألبة على خلق هذه الوضعية التي يروح ضحيتها كثير من المواطنين الأبرياء الراغبين في تأدية الحج والعمرة والزيارة:
أولا: استقالة الدولة وانعدام الرقابة والنظام، وسريان الفساد والمحسوبية والرشوة في قطاعاتها المعنية، واحتقار المواطنين والاستخفاف بمعاناتهم عموما... وسلبية القنصلية والسفارة الموريتانيتين اللتين ينصب اهتمامهما على خدمة كبار المسؤولين وذويهم!
ثانيا: التضييق والتشديد من قبل السلطات السعودية في عدد الحجاج والعمار، وتعقيد إجراءات الحصول على تأشيرات الحج والعمرة؛ وهو ما نشأ عنه علاقات زبونية بين بعض الوكالات وبين بعض موظفي القنصليات السعودية، التي تفضل أو تشترط التعامل عن طريق تلك الوكالات!!.
ثالثا: نشوء مافيا من السماسرة والقوادة، من الرجال والنساء تعمل بين موريتانيا والسعودية في ما يضاهي تجارة البشر؛ خاصة تصدير النساء الراغبات في "العمل" أو الزواج التجاري الذي يسميه بعض الساخرين هناك "الدعارة الشرعية"!!

وهكذا مع أغطية أخرى من أنواع التجارة في العملات والأعمال الخيرية و"الأعمال" السحرية... تحرق الخضراء باليابسة..

----------------

من صفحة الأستاذ محمد محفوظ على الفيس بوك